مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب عيادة الأعراب

          ░10▒ باب عيادة الأعراب
          فيه حديث ابن عباس السالف في علامات النبوة ويأتي في باب ما يقال للمريض وفي التوحيد، ولا شك أن عيادتهم داخلة في عموم قوله: ((عودوا المريض)). إذ هم من جملة المؤمنين.
          وفائدة هذا الحديث كما قال المهلب: أنه لا نقص على السلطان في عيادة مريض من رعيته أو واحد من باديته، ولا على العالم في عيادته الجاهل؛ لأن الأعراب شأنهم الجهل كما وصفهم الله به، ألا ترى رد هذا الأعرابي لقوله ◙ وتهوينه عليه مرضه بتذكيره ثوابه عليه. فقال: بل هي حمى تفور، وهذا غاية الجهل.
          وروى معمر، عن زيد بن أسلم في هذا الحديث: أنه ◙ حين قال الأعرابي: ((فنعم إذن))، أنه مات الأعرابي، وسيأتي زيادة فيه قريباً.
          قوله: (فنعم إذا) يحمل كما قال ابن التين: أن يكون دعا عليه، أو أخبر بذلك على طريق الرجاء لا على الإخبار بالغيب ويحتمل الآخر.
          وفيه الدعاء للمريض بتطهير الذنوب عملاً بقوله: ((لا بأس، طهور)).
          قوله: (كلا بل هي)، يعني: الحمى، وذكره ابن التين بلفظ هو، وقال: يريد المرض.
          و(تفور) أي: تثور؛ أي: تهيج، كذلك.