مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب عيادة الصبيان

          ░9▒ باب عيادة الصبيان
          فيه حديث أسامة السالف في الجنائز ويأتي في النذور والتوحيد، وأخرجه (م) (د) (ن) (ق) وهناك: إن ابنا لها قبض، أي قارب لا جرم. قال ابن ناصر: حضر، وقال هنا: إن ابني قد حضر. وفي نسخة: ابنتي قد حضرت، وقد أسلفنا المبهم هناك، وأما المرسلة فهي زينب، وابنها في الرواية / الأخرى اسمه: علي، كذا نقل عن خط الدمياطي.
          وادعى ابن بطال أن هذا الحديث لم يضبطه الراوي فمرة قال: إن بنتاً لرسول الله أرسلت إليه أن ابنتي قد احتضرت. ومرة قال في آخر الحديث: فرفع الصبي في حجر رسول الله ونفسه تقعقع، فأخبرت مرة عن صبية ومرة عن صبي.
          وفيه عيادة الرؤساء وأهل الفضل للصبيان المرضى، وفي ذلك صلة لآبائهم ولا نعدم من ذلك بركة دعائهم للمرضى وموعظة الآباء وتصبيرهم واحتسابهم لما ينزل بهم من المصائب عند الله.
          ومعنى: (نفسه تقعقع): يسمع لها صوت.
          وفي حديث آخر: كأنها شن.
          قوله: (هذه رحمة): قد صح ((إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة)) أخرجه (م)، وروى (خ) نحوه.
          وجاء: إن الله خلق مائة رحمة، فأمسك عنده تسعاً وتسعين وجعل في عباده رحمة واحدة بها يتراحمون، وتحن الأم على ولدها، فإذا كان يوم القيامة جمع الله تلك الرحمة إلى التسع والتسعين فيظل بها خلقه حتى إن إبليس رأس الكفر يطمع لما رأى من رحمته تعالى.