مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب عيادة النساء الرجال

          ░8▒ باب عيادة النساء الرجال
          فيه حديث عائشة قالت: لما قدم النبي صلعم.. الحديث.
          وسلف في الحج وهو ظاهر فيما ترجم له، وحديثها هذا كان في أول الإسلام عند قدومهم المدينة فوجدوها وبيئة، فدعا لها ◙ أن يصححها وعيادة أم الدرداء تحمل على أنها عادته وهي متجالة فلا تزور امرأة رجلاً إلا أن تكون ذات محرم منه أو تكون متجالة يؤمن من مثلها الفتنة.
          وفيه: ما ترجم له وهي عيادة النساء الرجال، وعيادة السادة الجلة لعبيدهم؛ لأن بلالاً وعامر بن فهيرة أعتقهما الصديق.
          وقيل: كان ذلك قبل نزول الحجاب.
          وفيه أن الدعاء لرفع الوباء والمرض جائز، والوادي. في قوله: بواد يريد: مكة، وأنشد في ((الصحاح)):
          بمكة حولي إذخر وجليل
          والإذخر نبت. الواحدة: إذخرة.
          والجليل: النمام. وهو نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت، الواحدة: جليلة. والجمع جلائل. فإذا عظم وجل فهو جليل.
          ومياه: جمع ماء في الكثرة، وجمعه في القليل: أمواه؛ لأن أصله موه بالتحريك مثل جمل وأجمـ[ا]ل في القلة، وجمال في الكثرة، وأبدلت في واحدة من الهاء همزة، وتصغيره: مويه، فعادت الهاء في جمعه وتصغيره؛ لأنهما يردان الأشياء إلى أصولهما.
          ومجنة بفتح الميم: موضع على أميال من مكة كان [بها] سوق للعرب، وبعضهم يكسر ميمها، والفتح أكثر، والميم زائدة.
          وشامة وطفيل: جبلان بمكة، وقيل: عينان.
          وإنما تمنى الرجوع إلى مكة حين استثقل حمى المدينة ووباءها، ولذلك دعا لهم بحب المدينة.
          وقوله: (وانقل حماها واجعلها بالجحفة) قيل: كان أهلها حينئذ كفاراً.
          وقيل: كان رأى سوداً تعبد فأنزلها بالجحفة فأولها الحمى.
          قال ابن حبيب: ولما دعا بذلك لم تزل الجحفة من يومئذ أكثر بلاد الله حمى، وإنه ينقى شرب الماء من عينها التي يقال لها: عين حم، وقيل من شرب منها إلا حم، قلت: وكيف لا! ودعاؤه لا يرد.