الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب إثم من خاصم في باطل وهو يعلمه

          ░16▒ (باب إِثْمِ) أي: عصيانِ (مَنْ خَاصَمَ) أي: جادل (فِي بَاطِلٍ) متعلِّقٌ بـ((خاصم)) وهو خلافُ الحقِّ.
          قال في ((القاموس)): بَطَل بُطْلاً وبُطْلاناً وبُطُولاً بضمَّتَين، ذهَبَ ضَيَاعاً وخُسْراً، ثمَّ قال: والبَاطِلُ ضدُّ: الحَقِّ، والجمعُ: أباطِيلُ، وأبطَلَ: جاءَ به، وإبلِيسُ، ومنه: {مَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ:49]، انتهى.
          وقال البَيضاويُّ: الباطِلُ الشِّركُ، وقيل: إبليسُ أو الصَّنمُ، انتهى.
          وجملة: (وَهْوَ يَعْلَمُهُ) حاليَّةٌ، وضمير: ((وهو)) يعودُ إلى من الموصُولةِ أو النَّكرةِ الموصُوفةِ كفاعلِ ((يعلمُه))، وأمَّا مفعولهُ فهو عائدٌ إلى باطلٍ بخلافِ ما إذا لم يعلمْ بطلانَهُ فلا إثمَ عليهِ إذا لم يكنْ مقصِّراً في تعلُّمِهِ.
          تنبيه: / الإثمُ _كما في ((القاموس))_ بالكسر: الذَّنبُ والخَمرُ والقِمَارُ، وأن يعمَلَ ما لا يحِلُّ، أثِمَ كعلِمَ إِثماً ومأثَماً فهو آثمٌ وأثِيمٌ وأثَّامٌ وأثُومٌ، وأثمَهُ اللهُ في كذا، كمنَعَهُ ونصرَهُ عدَّهُ عليهِ إثماً فهو مأثُومٌ.
          وآثمَهُ: أوقعَهُ فيه، وأثَّمه تأثيماً قال له: أثمْتَ، وتأثَّم تابَ منه وتحرَّجَ، وكسحَابٍ: وادٍ في جهنَّمَ والعقوبَةُ ويكسَرُ والمأثم كالأثِيم الكذَّابُ كالأَثُومِ وكثرَةُ ركُوبِ الإثم كالأثيمَةِ وأبو جَهلٍ، والتَّأثيمُ الإثمُ والمؤاثِمُ الذي يكذِبُ في السَّيْرِ، ونوقٌ آثِماتٌ: مُبْطِئاتٌ مُعْيِياتٌ، انتهى.