الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب ظلم دون ظلم

          ░23▒ (باب): بالتنوين (ظُلْمٌ دُونَ ظُلْمٍ): مبتدأ وخبر والمسوغ للابتداء بالنكرة تنوين التحقير ويجوز جعله خبراً لمحذوف، ويجوز جره بإضافة باب إليه فدون صفة له وهو إما بمعنى غير يعني أن الظلم أنواع مختلفة وإما بمعنى الأدنى يعني أن بعضها أخف في الظليمة وسوء العاقبة، وهو أظهر في مقصود المصنف، وهذه الترجمة لفظ حديث رواه أحمد في كتاب الإيمان من حديث عطاء، ومن طريق طاووس عن ابن عباس بمعناه وهو في تفسير: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ} [المائدة:44].
          قال في ((المصابيح)): معنى هذا الباب كالباب الذي قبله أن تمام العمل بالإيمان، وأن المعاصي تنقصه ولا تخرج صاحبها إلى الكفر.
          وقال في ((الفتح)): وجه الدلالة من الحديث للترجمة أن الصحابة فهموا من قوله: (بظلم) عموم أنواع المعاصي، ولم ينكر عليهم النبي صلعم ذلك، وإنما بين لهم أن المراد أعظم أنواع الظلم، وهو الشرك، فدل على أن للظلم مراتب متفاوتة.