الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب أي الإسلام أفضل؟

          ░5▒ (بَابٌ): بالتنوين (أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟): (أيُّ): بالرفع: مبتدأ و(أفضل): خبره لا بالجر سواء نون (باب) أم لا، وسواء وقف عليه أم لا، وفي الكلام حذف / مضاف؛ أي: أيّ خصال الإسلام، أو أصحابه والتقدير الثاني أولى؛ لعدم احتياجه إلى تقدير أيضاً في الجواب الآتي في الحديث؛ فإن الترجمة بعض الحديث الآتي، وإنما احتيج إلى تقدير المضاف؛ لأن شرط أي أن تدخل على متعدد ونفس الإسلام لا تعدد فيه؛ ولأن الجواب يدل عليه، وليس في قوله: (أفضل) استعمال أفعال التفضيل بدون من أو باللام أو الإضافة، وهو لا يجوز؛ لأن الممتنع عدم استعماله بواحد منها لفظاً أو تقديراً وهو هنا مقدر للعلم به؛ أي: الأفضل أو أفضلها أو أفضلهم أوأفضل من سائر الخصال.
          واقتصر الكرماني على الأخير ومعنى الأفضل: الأكثر ثواباً عند الله تعالى كما في قولنا: الصديق أفضل من غيره، فافهم.
          ودعوى ابن كمال باشا بأن اسم التفضيل قد يجرد عن الأحوال الثلاثة، ممنوعة إذ أحدها مقدر كما علمت فلا تجريد تقديراً، واستدلاله بقوله: الله أكبر فيه نظر إذ المفضل عليه مقدر، فتأمل. والمناسبة بين البابين ظاهرة؛ لأن كلاً منهما في بيان وصف خاص منه.