الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب إطعام الطعام من الإسلام

          ░6▒ (بَابٌ): بالتنوين، سقط الباب للأصيلي كما في اليونينية وفرعها (إِطْعَامُ الطَّعَامِ مِنَ الإِسْلاَمِ): أي: من شعبه مبتدأ وخبر، وللأصيلي: <من الإيمان>.
          قال الكرماني: وهو عاضد لمذهبه من اتحاد الإيمان والإسلام.
          واعترضه ابن كمال باشا: بأن المفهوم من النسختين اشتراك الإيمان والإسلام في أن الإطعام وإقراء السلام من شعبهما، ولا يلزم منه اتحادهما، وترجمة المصنف بقوله: (إطعام الطعام) ولم يقل: (أي الإسلام خير؟) كما في سابقه للإشعار باختلاف المقامين؛ لأن الأفضلية هناك راجعة إلى الفاعل على أحد الاحتمالين وهنا الخيرية راجعة إلى الفعل، كما سيتضح. والمناسبة بين البابين لتلازمهما غالباً؛ فإن الإطعام مستلزم لسلامة اليد، والسلام لسلامة اللسان.