الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان

          ░14▒ (بَابٌ: مَنْ كَرِهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ مِنَ الإِيمَانِ): يجوز في باب التنوين والإضافة على كل ففيه حذف مضاف؛ أي: كراهية مَنْ كره؛ لأن (من) مبتدأ و(من الإيمان) خبره، وإلا فكيف يصح الإخبار؟، وتقدم الكلام على العود، وتعديته بفي وغير ذلك في باب: حلاوة الإيمان، وسقط لفظ: <باب> للأصيلي، وسقط لأبي الوقت: <من الإيمان>، فعليه: الخبر محذوف أو (من) في محل جر بالإضافة ويقدر مضاف، أي: بيان حكم، فافهم.
          قال العيني: ووجه المناسبة بين البابين: أن سؤال الصحابة الازدياد من الطاعة؛ لوجدانهم حلاوة الإيمان من شدة محبته ◙ وهذا فيه ذكر حلاوة الإيمان أيضاً. انتهى.
          وأقول: أو لأن متعلق العلم والمعرفة القلب وكذلك الكراهية وهو أولى مما قاله العيني، فتأمل.