الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

          ░4▒ (بَابٌ): بتنوينه، قال في ((الفتح)) وسقط من رواية الأصيلي وكذا أكثر الأبواب انتهى.
          ولعل مراده إذا كان بغير ترجمة، فتأمل، وتجوز فيه الإضافة إلى الجملة، وكذا الوقف بالسكون، وفي نظائره لكن لم تأت الرواية بما عدا الأول.
          (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ): وذكر شطر الحديث ترجمةً من غير تصرف فيه.
          قال ابن المنير: مقصوده من هذه الترجمة أنه فسر الإسلام بأنه ترك العدوان، والعدوان معصية فعد تركها إسلاماً، وذكره كما يذكر الحد فدل ذلك على أن ترك المعاصي داخل في مسمى الإسلام. انتهى.
          ولم يبوب على الجملة الأخيرة؛ لأن في صدر الحديث (المسلم)، وهذا الكتاب في أمور الإيمان والإسلام فله تمام مناسبة لصدر الحديث باعتبار أن فيه مادة الإسلام بخلاف آخره، والمناسبة بين البابين ظاهرة؛ لأنه ذكر في الباب السابق أن الإيمان له شعب وبين في هذا شعبتين منها.