نجاح القاري لصحيح البخاري

باب حفظ السر

          ░46▒ (بابُ حِفْظِ السِّرِّ) وهو ترك إفشائه؛ لأنَّه أمانةٌ، وحفظ الأمانة واجبٌ وذلك من أخلاق المؤمنين. وعند ابن أبي شيبة من حديث جابرٍ ☺ مرفوعاً: ((إذا حدث الرَّجل ثمَّ التفت فهي أمانة)). وعند عبد الرَّزَّاق من مرسل أبي بكر بن حزم: ((إنَّما يتجالس المتجالسان بالأمانة، فلا يحلُّ لأحدٍ أن يفشي على صاحبه ما يكره)) وقال المهلَّب: والَّذي عليه أهل العلم أنَّ السِّرَّ لا يُباح به إذا كان على صاحبه منه مضرَّةٌ. وأكثرهم يقول: إذا مات لا يلزم من كتمانه / ما كان يلزم في حياته إلَّا أن يكون عليه فيه غضاضةٌ في دينه.
          وقال الدَّاودي: هذا ممَّا لا ينبغي إفشاؤه بعد موته بخلاف سرِّ فاطمة ♦؛ لأنَّه إنَّما أسرَّ إليها بموته.