نجاح القاري لصحيح البخاري

باب التسليم والاستئذان ثلاثًا

          ░13▒ (بابُ التَّسْلِيمِ وَالاِسْتِئْذَانِ ثَلاَثاً) ينبغي أن يكون ثلاث مرات، سواء كان اجتماعاً أو انفراداً، وحديث أنسٍ [خ¦6244] شاهدٌ للأول، وحديث أبي موسى [خ¦6245] شاهدٌ للثَّاني، وقد وردَ في بعض طُرقه الجمع بينهما، واختلف هل السَّلام شرطٌ في الاستئذان أو لا؟
          فقال المازري: صورة الاستئذان أن يقول: السَّلام عليكم أأدخل؟ ثمَّ هو بالخيار بين أن يسمِّي نفسه، أو يقتصر على التَّسليم، كذا قال، وسيأتي ما يُعكر عليه في باب: ((إذا قال من ذا؟ فقال أنا)) [خ¦6250].
          وقال المهلَّب: التَّكرير ثلاثاً للمبالغة في الإفهام والإسماع، وقد أوردَ الله ذلك في القرآن، فكرَّر القَصص والأخبار والأوامر؛ ليُفهِم عباده أن يتدبَّر السَّامع في الثَّانية، والثَّالثة ما لم يتدبَّر في الأولى، وليرسخ ذلك في قلوبهم، والحفظ إنَّما هو بتكرر الدِّراسة للشَّيء المرَّة بعد المرة، وتكراره صلعم بالكلمة يحتمل أن يكون تأكيداً، وأن يكون علمٌ أو شكٌّ، هل فهم عنه، فكرَّر الثَّانية، فزاد الثَّالثة؛ لاستحبابه الوتر.