نجاح القاري لصحيح البخاري

باب المصافحة

          ░27▒ (بابُ الْمُصَافَحَةِ) وهي مفاعلةٌ من إلصاق صفحة الكفِّ بالكفِّ، وإقبال الوجه على الوجه. وقال الكرماني: المصافحةُ الأخذ باليد، وهو ممَّا يؤكِّد المحبَّة، وقد أخرج التِّرمذي بسندٍ ضعيفٍ من حديث أبي أُمامة ☺ رفعه: ((تمام تحيِّتكم بينكم المصافحةُ)). وأخرج المصنِّف في «الأدب المفرد» وأبو داود بسندٍ صحيحٍ من طريق حميد عن أنسٍ ☺ رفعه: ((قد أقبل أهل اليمن وهم أوَّل من أظهر المصافحة)). وفي «جامع ابن وهب» من هذا الوجه: فكانوا أوَّل من أظهر المصافحة.
          (وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ) عبد الله ☺: (عَلَّمَنِي النَّبِيُّ صلعم التَّشَهُّدَ، وَكَفِي بَيْنَ كَفَّيْهِ) وصله المؤلِّف في الباب الذي بعده [خ¦6265]، ومناسبته للتَّرجمة ظاهرةٌ، وقد سقط في رواية أبي ذرٍّ وحده
          (وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ) في قصَّة تخلُّفه عن تبوك: (دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ) أي: بعد أن تيبَ عليه (فَإِذَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلعم ) للمفاجأة (فَقَامَ إِلَيَّ) بتشديد التَّحتية (طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ) حال كونه (يُهَرْوِلُ) من الهرولة، وهو ضربٌ من العَدْوِ (حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي) بقبول التَّوبة ونزول الآية، وهنأني: بالهمزة، وطلحة بن عُبيد الله هو أحد العشرة المبشَّرين بالجنة، وهذا قطعةٌ من حديث سبق موصولاً في ((غزوة تبوك)) [خ¦4418].