نجاح القاري لصحيح البخاري

باب بدء السلام

          ░1▒ (بابُ بَدْءِ السَّلاَمِ) بفتح الموحدة وسكون المهملة وبالهمز في آخره بمعنى: الابتداء؛ أي: أوَّل ما يقع السَّلام، هكذا في رواية أبي ذرٍّ، وفي رواية غيره: <بدو> بالواو من غير همز، وإنَّما ترجم بالسَّلام مع الاستئذان للإشارة إلى أنَّه لا يؤذن لمن لم يُسلِّم.
          وقد أخرج أبو داود وابن أبي شيبة بإسنادٍ جيِّدٍ عن رِبعي بن خراش: ((حدَّثني رجلٌ أنَّه استأذن على النَّبي صلعم وهو في بيته، فقال: أألجُ، فقال لخادمه: اخرج إلى هذا فعلِّمه، فقال: قل: السَّلام عليكم أأدخل...)) الحديث، وصحَّحه الدَّارقطني.
          وأخرج ابن أبي شيبة من طريق زيد بن أسلم: بعثني أبي إلى ابن عمر ☻ ، فقلت: أألج، فقال: لا تقل كذا، ولكن قل: السَّلام عليكم، فإن ردَّ عليك فادخل. ومن طريق ابن بُريدة: استأذن رجلٌ على رجلٍ من الصَّحابة ثلاث مرات، يقول: أأدخل، وهو ينظر إليه لا يأذن له، فقال: السَّلام عليكم أأدخل، قال: نعم، ثمَّ قال: لو أقمتَ؛ أي: لم آذن لك إلى الليل. وسيأتي مزيدٌ لذلك في الباب الَّذي يليه [خ¦79/2-9272].