نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من أسرع في مشيه لحاجة أو قصد

          ░36▒ (بابٌ مَنْ أَسْرَعَ فِي مَشْيِهِ) بفتح الميم في الفرع وأصله، ويروى: <في مِشيته> بكسر الميم على وزن فعلة بالكسر، وهي صيغةٌ تدلُّ على نوعٍ مخصوص من الفعل (لِحَاجَةٍ) أي: لأجل سببٍ من الأسباب، وحكمه: أنَّه لا بأس به وإن كان عمداً لا لحاجة فلا، وكان ابن عمر ☻ يسرع المشي ويقول: هو أبعدُ من الزَّهو، وأسرع في الحاجة، أخرجه ابنُ المبارك في «الاستئذان»، وأخرج في ((الاستئذان)) أيضاً بسندٍ مرسل: أنَّ مشية النَّبي صلعم كانت مشية السُّوقيِّ لا العاجز ولا الكسلان. وقيل: فيه اشتغالٌ عن النَّظر إلى ما لا ينبغي التَّشاغل به.
          وقال ابنُ العربي: المشي على قدر الحاجة هو السُّنَّة إسراعاً وبطئاً لا التَّصنُّع ولا التَّهوُّر.
          (أَوْ قَصْدٍ) أي: لأمرٍ مقصودٍ من معروف. وقال الكرماني: القصد إيثار الشَّيء والعدل، ويروى: <أو قَصَدَ> على صيغة الفعل الماضي؛ أي: أو قصد المعروف في إسراعه.