نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من نظر في كتاب من يحذر على المسلمين ليستبين أمره

          ░23▒ (بابٌ مَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ مَنْ يُحْذَرُ) على البناء للمفعول، من الحذر، وفي «المُغرِب»: الحذر: الخوف. وقال الجوهري: الحذر: التَّحرُّز (عَلَى الْمُسْلِمِينَ) منه (لِيَسْتَبِينَ) أي: ليظهر (أَمْرُهُ) كأنَّه يشير إلى أنَّ الأثرَ الوارد في النَّهي عن النَّظر في كتاب الغير يخصُّ منه ما يتعيَّن طريقاً إلى دفع مفسدةٍ هي أكثر من مفسدة النَّظر، وإنَّما هو في حقِّ من لم يكن متَّهماً على المسلمين، وأمَّا من كان متَّهماً، فلا حرمة فيه.
          والأثر المذكور أخرجه أبو داود من حديث ابن عبَّاس ☻ بلفظ: ((من نظرَ في كتاب أخيه بغير إذنهِ، فكأنَّما ينظر في النَّار)) وسنده ضعيفٌ.