نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: كيف يرد على أهل الذمة السلام

          ░22▒ (بابٌ كَيْفَ يُرَدُّ) على البناء للمفعول (عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ) أي: اليهود والنَّصارى (السَّلاَمُ) وفي رواية أبي ذرٍّ: <كيف الرَّدُّ على أهل الذِّمَّة بالسَّلام>. في هذه التَّرجمة إشارةٌ إلى أنَّه لا يمنع من ردَّ السَّلام على أهل الذِّمَّة، فلذلك ترجم بالكيفيَّة.
          ويؤيِّده: قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء:86]، فإنَّه يدلُّ على أنَّ الرَّدَّ يكون وفق الابتداء إن لم يكن أحسن منه، ودلَّ الحديث على التَّفرقة بين الرَّدِّ على المسلم، والرَّدِّ على الكافر.
          قال ابن بطَّال: قال قومٌ: ردُّ السَّلام على أهل الذِّمَّة فرضٌ لعموم الآية، وثبت عن ابن عبَّاس ☻ أنَّه قال: من سلَّم عليك فردَّ عليه، ولو كان مجوسياً، وبه قال الشَّعبي وقتادة، ومنع من ذلك مالك والجمهور. وقال عطاء: الآية مخصوصةٌ بالمسلمين فلا يردُّ السَّلام على الكافر مطلقاً، فإن أراد منع / الرَّدِّ بالسَّلام، وإلَّا فأحاديث الباب تردُّ عليه.