نجاح القاري لصحيح البخاري

باب إعفاء اللحى

          ░65▒ (بابُ إِعْفَاءِ اللِّحَى) أي: تركها من غير حلقٍ ولا نتفٍ ولا قصِّ الكثير منها على ما سبق [خ¦5892].
          ({عَفَوْا} كَثُرُوْا وَكَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ) ليس هذا بموجودٍ في بعض النسخ، وأشار به إلى تفسير قوله تعالى في الأعراف: {حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ} [الأعراف:95] وفسَّر قوله: {عَفَوْا} بمعنى: كثروا، وذكر في الترجمة الإعفاء، وهو من المزيد، فإمَّا أن يكون أشار بذلك إلى أصل المادَّة، أو إلى أنَّ لفظ الحديث وهو ((اعفوا اللِّحى)) جاء بالمعنيين، فعلى الأول يكون بهمزة قطع، وعلى الثاني يكون بهمزة وصل. وقد حكى ذلك جماعةٌ من الشُّرَّاح منهم ابن التِّين قال: وبهمزة قطعٍ أكثر.
          وقال ابنُ دقيق العيد: تفسيرُ الإعفاء بالتَّكثير من إقامة السَّبب مقامَ المسبب؛ لأنَّ حقيقة الإعفاء: التَّرك، وترك التَّعرُّض للحية يستلزم تكثيرها.