نجاح القاري لصحيح البخاري

باب القرط للنساء

          ░59▒ (بابُ الْقُرْطِ) أي: الكائن (لِلنِّسَاءِ) والقُرْط _بضم القاف وسكون الراء وبالطاء المهملة_: هو ما تُحلَّى به الأذن ذهباً كان أو فضَّة، صرفاً أو مع لؤلؤٍ أو ياقوت أو نحوهما، ويعلق غالباً في شحمة الأذن (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ☻ : (أَمَرَهُنَّ) أي: النِّساء (النَّبِيُّ صلعم بِالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُنَّ يُهْوِينَ) بضم الياء، من الإهواء، وهو القصدُ والإشارة (إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ) هذا طرف من حديث وصله البخاريُّ في «العيدين» [خ¦964] وفي «الاعتصام» [خ¦7325] فقال في روايته: ((فجعل النِّساء يشرن إلى آذانهنَّ وحلوقهنَّ)). وقال في «العيدين»: ((فرأيتهنَّ يُهوينَ بأيديهنَّ يقذفنَه في ثوب بلالٍ))، وأخرجه قُبيل «كتاب الجمعة» من هذا الوجه بلفظ [خ¦863]: ((فجعلت المرأة تهوي بيدها إلى حلقها تلقي في ثوب بلالٍ)).
          ومعنى الإهواء: هو الإيماء باليد إلى الشَّيء ليُؤخذ، وقد ظهر أنَّه في الأذان إشارة إلى القرط، وأمَّا في الحلوق فالَّذي يظهر أنَّ المراد: القلائد، فإنَّها توضعُ في العنق، وإن كان محلها إذا تدلَّت الصَّدر.