نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الإزار المهدب

          ░6▒ (بابُ الإِزَارِ الْمُهَدَّبِ) بضم الميم وفتح الهاء وتشديد الدال المهملة وبالموحدة؛ أي: / الَّذي له هدب، جمع: هُدْبة وهي أطرافٌ من سُدى بغير لحمة ربَّما قصد بها التَّجمُّل، وقد تفتل صيانةً لها من الفساد. وقال الدَّاوديُّ: هي ما يبقى من الخيوط من أطرافِ الأَردية (وَيُذْكَرُ) على البناء للمفعول (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمد بن مسلم بن شهاب (وَأَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ) أي: ابن عَمرو بن حزم الأنصاري قاضي المدينة (وَحَمْزَةَ بْنِ أُسَيْدٍ) بضم الهمزة، مصغَّر: أسد، الأنصاري السَّاعدي (وَمُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ) أي: ابن أبي طالب المدني التَّابعي، وليس له في البخاريِّ سوى هذا الموضع (أَنَّهُمْ لَبِسُوا ثِيَاباً مُهَدَّبَةً) قال ابن التِّين: قيل: يريد أنَّها غير مكفوفة الأسفل.
          قال الحافظ العسقلانيُّ: وهذه الآثار لم يقعْ لي أكثرها موصولاً. نعم أثر حمزة بن أُسيد وصله ابن سعدٍ قال: أخبرنا معن بن عيسى: حدَّثنا سلمة بن ميمون مولى أبي أُسيد قال: رأيت حمزة بن أُسَيد السَّاعدي عليه ثوب مفتول الهُدْب، وسلمةُ هذا لم يزد البخاري في ترجمته على ما في هذا السَّند، وذكره ابن حِبَّان في «الثقات». وقال ابن بطال: الثِّياب المهدَّبة من لبس السَّلف وإنَّه لا بأس به، وليس ذلك من الخُيَلاء.
          وروى أبو داود من حديث جابرٍ ☺: رأيت النَّبي صلعم وهو محتبٍ بِشَمْلة قد وقع هُدْبُها على قدمه، وفيه: ((وإيَّاك وإسْبال الإزار فإنَّه من الـمَخِيْلة)).