نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الثياب البيض

          ░24▒ (بابُ الثِّيَابِ الْبِيضِ) وهي من أفضل الثِّياب، وهي لباس الملائكة الَّذين نصروا رسول الله صلعم / يوم أُحدٍ وغيره.
          وكان صلعم يلبس البياض، ويحضُّ على لباسه، ويأمرُ بتكفين الأموات فيه، وكأنَّه لم يثبت عند المصنِّف على شرطه فيه شيءٌ صريحٌ، فاكتفى بما وقع في الحديثين الَّذين ذكرهما [خ¦5826] [خ¦5827]. وقد أخرج أحمد وأصحاب «السنن»، وصحَّحه الحاكم من حديث سَمُرة رفعه: ((عليكم بالثِّياب البياض فالبسوها، فإنَّها أطيب وأطهر، وكفِّنوا فيها موتاكم)).
          وأخرج أصحاب «السنن» إلَّا النَّسائي، وصحَّحه التِّرمذي، وابن حبَّان من حديث ابن عبَّاس ☻ : أنَّ رسول الله صلعم قال: ((البسوا من ثيابكُم البياضَ، فإنَّها من خير ثيابكُم، وكفِّنوا فيها مَوتاكم)). قال الطيبيُّ: وإنما كانت أطهر؛ لأنَّ البيض أكثر تأثراً من الثِّياب الملوَّنة، فتكون البيض أكثر غسلاً منها.