إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لبدت رأسي وقلدت هديي فلست أحل حتى أنحر هديي

          4398- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ) القرشيُّ الحزاميُّ قال: (أَخْبَرَناَ(1) أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ) المدنيُّ قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ) الإمامُ في المغازي (عَنْ نَافِعٍ) مولى ابن عمرَ: (أَنَّ ابْنَ عُمَرَ) ☻ (أَخْبَرَهُ: أَنَّ حَفْصَةَ) ♦ (زَوْجَ النَّبِيِّ صلعم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم أَمَرَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يَحْلِلْنَ) بالطَّواف والسَّعي والتَّقصير من العمرةِ (عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ): يا رسول الله (فَمَا يَمْنَعُكَ) أن تحلَّ من عمرتكَ المضمومة إلى الحجِّ؟ إذ إنَّ أكثرَ الأحاديثِ أنَّه صلعم كان قارنًا (فَقَالَ): إنِّي (لَبَّدْتُ رَأْسِي) أي: بنحوِ الصَّمغِ فلا يدخلُ فيه قملٌ (وَقَلَّدْتُ هَدْيِي) بالتَّعليقِ؛ كالنَّعلِ(2) في عنقهِ ليعلَمَ (فَلَسْتُ أَحِلُّ) بفتح الهمزة وكسر المهملة، من إحرامِي (حَتَّى أَنْحَرَ هَدْيِي) ليس علَّةً في بقائِهِ على إحرامهِ بل إدخاله العمرةَ على الحجِّ، ويؤيِّده قولهُ في روايةٍ أخرى(3): «حتَّى أحلَّ من الحجِّ» [خ¦1697]، خلافًا للحنفيَّةِ والحنابلةِ القائلين بأنَّه جعلَ العلَّةَ ما ذكرَ في هذا الحديثِ، وسبق مزيدٌ لذلك في: «باب التَّمتع والإقران» [خ¦1566].


[1] في (ب) و(س): «حدثنا»، والمثبت من (ص) و(م)، وهو موافق لليونينية.
[2] في (س): «للنعل».
[3] في (ص): «الحَمُّويي».