إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: والله ما إياكم أردنا إنما نحن مجتازون في حاجة للنبي

          4088- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ) عبدُ الله بنُ عمروٍ المنْقَريُّ المُقْعَد قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ) ابنُ سعيدٍ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ) بنُ صهيبٍ (عَنْ أَنَسٍ ╩ ) أنَّه (قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلعم سَبْعِينَ رَجُلًا لِحَاجَةٍ) هي أنَّ رِعلًا وغيرهم استمدُّوه صلعم فأمدَّهم بالسَّبعين، وكان (يُقَالُ لَهُمُ: القُرَّاءُ) أو بعثهم ╕ للدُّعاء إلى الإسلامِ، فعندَ‼ ابنِ إسحاق: أنَّ أبا براءٍ عامرَ بن مالكٍ بن جعفر مُلاعبَ الأسنَّةِ قدم على رسولِ الله صلعم فعرضَ عليه الإسلامَ ودعاهُ إليهِ فلم يُسْلم، ولم يَبْعد عن الإسلامِ، وقال: يا محمَّد لو بعثتَ رجالًا من أصحابك إلى أهلِ نجدٍ فدعوتَهم(1) إلى أمركَ، رجوتُ أن يستجيبوا لك، فقال رسولُ الله صلعم : «إنِّي أخشَى أهلَ نجدٍ عليهم» قالَ أبو براءٍ: أنا لهم جار فابعثهُم، فبعثَ(2) رسولُ الله صلعم (فَعَرَضَ لَهُمْ) للسَّبعين (حَيَّانِ) بالحاء المهملة وتشديد التحتية، تثنية حيٍّ؛ أي(3): جماعة / (مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ) بضم السين، أحدهما (رِعْلٌ وَ) الآخر (ذَكْوَانُ، عِنْدَ بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ مَعُونَةَ) وهي بينَ أرضِ بني عامرٍ وحرَّة بني سُليم (فَقَالَ القَوْمُ) السَّبعون للحيَّينِ: (وَاللهِ مَا إِيَّاكُمْ أَرَدْنَا، إِنَّمَا نَحْنُ مُجْتَازُونَ) بالجيم والزاي (فِي حَاجَةٍ لِلنَّبِيِّ صلعم ، فَقَتَلُوهُمْ) إلَّا كعبَ بنَ زيدِ بنِ قيس بن مالكِ بن كعب بن عبدِ الأشهل بن حارثةَ بن دينارٍ، فإنَّهم تركوه وبهِ رَمق، فارتُثَّ من بينِ القَتلى، فعاشَ حتَّى قُتل يومَ الخَندق شهيدًا (فَدَعَا النَّبِيُّ صلعم عَلَيْهِمْ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ) أي: الصُّبح (وَذَلِكَ بَدْءُ القُنُوتِ، وَمَا كُنَّا نَقْنُتُ) أي: قبلَ ذلكَ.
          (قَالَ عَبْدُ العَزِيزِ) بنُ صهيبٍ، بالسَّندِ السَّابق: (وَسَأَلَ رَجُلٌ) هو عاصمٌ الأحول (أَنَسًا عَنِ القُنُوتِ: أَبَعْدَ الرُّكُوعِ أَوْ عِنْدَ فَرَاغٍ) بالتنوين (مِنَ القِرَاءَةِ) قبل الرُّكوع؟ (قَالَ: لَا، بَلْ عِنْدَ فَرَاغٍ) بالتنوين (مِنَ القِرَاءَةِ) قبلَ الرُّكوع، وفي الحديثِ الَّذي بعدُ أنَّه بعد الرُّكوع [خ¦4089] فيُنظر الرَّاجحُ منهما.


[1] في (م) و(ب): «فدعوهم».
[2] في (ب): «فبعثهم».
[3] في (ص): «أو».