-
فاتحة الكتاب
-
سند نسخة الحافظ اليونيني رحمه الله
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
باب ما جاء في الوتر
-
باب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
أبواب التطوع
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
أبواب العمل في الصلاة
-
باب ما جاء في السهو
-
باب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
باب فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
باب العمرة
-
باب المحصر
-
باب جزاء الصيد
-
باب حرم المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
الحوالات
-
باب الكفالة في القرض والديون
-
كتاب الوكالة
-
ما جاء في الحرث
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
في الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب في المظالم
-
باب الشركة
-
كتاب في الرهن
-
في العتق وفضله
-
في المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فرض الخمس
-
باب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
باب ذكر النبي من يقتل ببدر
-
باب قصة غزوة بدر
-
باب قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}
-
باب
-
باب عدة أصحاب بدر
-
باب دعاء النبي على كفار قريش
-
باب قتل أبي جهل
-
باب فضل من شهد بدرًا
-
باب
-
باب شهود الملائكة بدرًا
-
باب
-
باب تسمية من سمي من أهل بدر
-
باب حديث بني النضير
-
باب قتل كعب بن الأشرف
-
باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق
-
باب غزوة أحد
-
باب: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}
-
باب قول الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان}
-
باب: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد}
-
باب: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاسًا يغشى طائفةً منكم}
-
باب: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم}
-
باب ذكر أم سليط
-
باب قتل حمزة
-
باب ما أصاب النبي من الجراح يوم أحد
-
باب
-
باب: {الذين استجابوا لله والرسول}
-
باب من قتل من المسلمين يوم أحد
-
باب: أحد يحبنا و نحبه
-
باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة
-
حديث: بعث النبي سريةً عينًا وأمر عليهم عاصم بن ثابت
-
حديث: الذي قتل خبيبًا هو أبو سروعة
-
حديث: والله ما إياكم أردنا إنما نحن مجتازون في حاجة للنبي
-
حديث: قنت رسول الله شهرًا بعد الركوع يدعو على أحياء من العرب
-
حديث: أن رعلًا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله
-
حديث: أن النبي بعث خاله أخ لأم سليم في سبعين راكبًا
-
حديث: لما طعن حرام بن ملحان يوم بئر معونة قال بالدم هكذا
-
حديث: أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج
-
حديث: عصية عصت الله ورسوله
-
حديث: دعا النبي على الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة ثلاثين صباحًا
-
حديث: إنما قنت رسول الله بعد الركوع شهرًا
-
حديث: بعث النبي سريةً عينًا وأمر عليهم عاصم بن ثابت
-
باب غزوة الخندق
-
باب مرجع النبي من الأحزاب ومخرجه إلى بنى قريظة ومحاصرته إياهم
-
باب غزوة ذات الرقاع
-
باب غزوة بني المصطلق من خزاعة
-
باب غزوة أنمار
-
باب حديث الإفك
-
باب غزوة الحديبية
-
باب قصة عكل وعرينة
-
باب غزوة ذات قرد
-
باب غزوة خيبر
-
باب استعمال النبي على أهل خيبر
-
باب معاملة النبي أهل خيبر
-
باب الشاة التي سمت للنبي بخيبر
-
باب غزوة زيد بن حارثة
-
باب عمرة القضاء
-
باب غزوة موتة من أرض الشام
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة
-
باب غزوة الفتح وما بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة
-
باب غزوة الفتح في رمضان
-
باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح؟
-
باب دخول النبي من أعلى مكة
-
باب منزل النبي يوم الفتح
-
باب
-
باب مقام النبي بمكة زمن الفتح
-
باب من شهد الفتح
-
باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}
-
باب غزاة أوطاس
-
باب غزوة الطائف
-
باب السرية التي قبل نجد
-
باب بعث النبي خالد بن الوليد إلى بني جذيمة
-
باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي
-
باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
غزوة ذي الخلصة
-
غزوة ذات السلاسل
-
ذهاب جرير إلى اليمن
-
غزوة سيف البحر
-
حج أبي بكر بالناس في سنة تسع
-
وفد بني تميم
-
باب
-
باب وفد عبد القيس
-
باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال
-
قصة الأسود العنسي
-
باب قصة أهل نجران
-
قصة عمان والبحرين
-
باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن
-
قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي
-
باب قصة وفد طيء وحديث عدي بن حاتم
-
باب حجة الوداع
-
باب غزوة تبوك
-
باب حديث كعب بن مالك
-
نزول النبي الحجر
-
باب
-
كتاب النبي إلى كسرى وقيصر
-
باب مرض النبي ووفاته
-
باب آخر ما تكلم النبي
-
باب وفاة النبي
-
باب
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه
-
باب
-
باب كم غزا النبي؟
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى و الطب
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
باب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
باب ما جاء في إِجازة خبر الواحد الصدوق
-
كتاب الاعتصام
-
كتاب التوحيد
4086- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى) الفرَّاء الرَّازي(1) الصَّغيرُ قال: (أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ) الصَّنعانيُّ (عَنْ مَعْمَرٍ) هو ابنُ راشدٍ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمدِ بن مسلمِ ابن شهابٍ (عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ) بفتح العين وسكون الميم (الثَّقَفِي) بالمثلثة (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ ) أنَّه (قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلعم سَرِيَّةً) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”بسَرِيَّةٍ“ بزيادة موحدة أوَّله (عَيْنًا) وسبقَ في «بدر» [خ¦3989] «بعثَ عشرةً عينًا يتجسَّسونَ لهُ». ولأبي الأسود عن عروةَ: «بعثهُم عُيُونًا إلى مكَّةَ ليأتوهُ(2) بخبرِ قريشٍ». وسمَّى منهم ابنُ سعدٍ: عاصمَ بن ثابت بنِ أبي الأقْلَح ومَرْثَد بن أبي مَرْثد وعبدَ الله بن طارقٍ وخبيبَ بن عديٍّ وزيدَ بن الدَّثِنَةِ وخالدَ بن أبي البكيرِ ومعتِّب(3) بن عبيدٍ؛ وهو أخو عبد الله بن طارقٍ لأمِّهِ وهما من بني بَليٍّ، حليفانِ لبني ظَفَرٍ (وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ) الأنصاريَّ، وقيل: مَرْثد بن أبي مَرْثد (وَهْوَ جَدُّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ) قال الحافظُ عبد العظيمِ: غلطَ عبدُ الرَّزَّاق وابنُ عبد البرِّ فقالا في عاصمٍ هذا: هو جدُّ عاصم بن عمر بن الخطَّاب، وذلكَ وهمٌ وإنَّما هو خالُ عاصمٍ؛ لأنَّ أمَّ عاصم بن عمر جميلةُ بنت ثابتٍ، وعاصمٌ هو أخو جميلةَ، ذكر ذلك الزُّبيرُ‼ القاضي وعمُّهُ مصعبٌ الإمامان في علم النَّسب.
(فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانَ) عاصمٌ ومن معه، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”كانُوا“ (بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ) وبينهما مرحلتان (ذُكِرُوا) بضم المعجمة مبنيًّا للمفعول (لَحِيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ) / بالذال المعجمة (يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لَـِحْيَانَ) بكسر اللام وفتحها (فَتَبِعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِئَةِ رَامٍ) بالنَّبلِ (فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ) أي: تبعوهم شيئًا فشيئًا (حَتَّى أَتَوْا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ تَزَوَّدُوهُ مِنَ المَدِينَةِ، فَقَالُوا: هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ. فَتَبِعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ، فَلَمَّا انْتَهَى عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ) بفتح الفاءين بينهما دال مهملة ساكنة آخره دال أخرى، أي: رابية مشرفة (وَجَاءَ القَوْمُ) بنو لَـِحيا♣ن (فَأَحَاطُوا بِهِمْ) بعاصمٍ وأصحابهُ (فَقَالُوا) أي: بنو لَـِحيان لهم (لَكُمُ العَهْدُ وَالمِيثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا. فَقَالَ عَاصِمٌ: أَمَّا) بتشديد الميمِ (أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ) وعند ابنِ سعدٍ: فأمَّا عاصم بن ثابت ومَرْثد بن أبي مَرْثد وخالد بن أبي البُكير ومعتِّب بن عبيد، فقالوا: واللهِ لا نقبلُ من مشركٍ عهدًا ولا عقدًا أبدًا. انتهى.
وقال عاصمٌ: (اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ) ولأبي ذرٍّ وابنِ عساكرٍ ”رسولَكَ“ زادَ الطَّيالسيُّ عن إبراهيمَ بنِ سعدٍ: «فاستجابَ الله تعالى لعاصمٍ، فأخبرَ رسولهُ صلعم خبرَهُ، فأخبره أصحابَهُ بذلك يومَ أصيبوا» (فَقَاتَلُوهُمْ) بفتح التاء، وللأربعةِ ”فرموهُم“ (حَتَّى قَتَلُوا عَاصِمًا فِي) جملةِ (سَبْعَةِ نَفَرٍ بِالنَّبْلِ) بفتح النون وسكون الموحدة (وَبَقِيَ خُبَيْبٌ وَزَيْدٌ) أي: ابن الدَّثِنَةِ _بفتح الدال المهملة وكسر المثلثة_ (وَرَجُلٌ آخَرُ) هو عبدُ الله بن طارق (فَأَعْطَوْهُمُ العَهْدَ وَالمِيثَاقَ، فَلَمَّا أَعْطَوْهُمُ العَهْدَ وَالمِيثَاقَ نَزَلُوا) من الفَدْفَدْ (إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا. فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ الَّذِي مَعَهُمَا) وهو عبدُ الله بن طارق: (هَذَا أَوَّلُ الغَدْرِ، فَأَبَى) أي: امتنعَ (أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَجَرَّرُوهُ) بفتح الجيم وتشديد الراء الأولى وضم الثانية (وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَقَتَلُوهُ) وفي «طبقات ابن سعدٍ»: «وخرجُوا بالنَّفرِ الثَّلاثَةِ، حتى إذا كانُوا بمرِّ الظَّهرانِ انتزعَ عبدُ الله بن طارق يدَه من القِرَانِ وأخذَ سيفهُ، واستأخرَ عنه القومُ فرموهُ بالحجارةِ حتى قتلوهُ، فقبرهُ بمرِّ الظَّهرانِ».
(وَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدٍ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ، فَاشْتَرَى خُبَيْبًا بَنُو الحَارِثِ بْنِ(4) عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ) وعند ابن إسحاق، كابن سعدٍ: أنَّ الذي اشتراهُ حجيرُ بنُ أبي إهاب التَّميميُّ(5) حليفُ بني نوفَل، وكانَ أخَا الحارث بن عامرٍ لأمِّهِ؛ ليقتلهُ بأبيهِ (وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الحَارِثَ) بن عامرٍ المذكور (يَوْمَ بَدْرٍ) قال الشَّرفُ الدِّمياطيُّ: لم يذكُرْ أحدٌ من أهلِ المغازِي أنَّ خبيبَ‼ بن عديٍّ شهدَ بدرًا، ولا قَتَل الحارثَ بن عامرٍ، وإنَّما ذكروا أنَّ الذي قَتَلَ الحارثَ بن عامرِ ببدرٍ خبيبُ بنُ يسافَ، وهو غيرُ خبيب بن عديٍّ وهو خزرجيٌّ، وخبيبُ بن عديٍّ أوسيٌّ. انتهى. وزاد ابنُ سعدٍ: وأمَّا زيد فابتاعه صفوان بنُ أميَّة وقتلهُ(6) بأبيهِ.
(فَمَكَثَ) خبيب (عِنْدَهُمْ) أي: عند بني الحارث (أَسِيرًا، حَتَّى إِذَا) خرجتِ الأشهرُ الحرمُ و(7) (أَجْمَعُوا قَتْلَهُ؛ اسْتَعَارَ مُوسًى) بالتَّنوين وتركه (مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ) بني (الحَارِثِ) اسمها: زينبُ بنت الحارثِ أختُ عقبةَ بن الحارث الذي قتلَ خبيبًا (اسْتَحَدَّ بِهَا) بهمزة وصل وسكون السين المهملة وفتح التاء والحاء والدال المشددة المهملتين، أي: حلقَ بها عانتَه، والَّذي في «اليونينيةِ»: ”أستحِد“ بقطع الهمزة وكسر الحاء، وكشط فوقَ الشدَّة، وتبعهُ في الفرعِ لكنهُ كشطَ خفضةَ الحاءِ ولم يضبطْها، ولأبوي ذرٍّ والوقتِ ”ليستحدَّ بها“ (فَأَعَارَتْهُ) موسًى (قَالَتْ) زينبُ (فَغَفَلْتُ) بفتح الفاء (عَنْ صَبِيٍّ لِي) هو: أبو حسين بن الحارثِ بن عديِّ بن نوفل بن عبد مناف؛ وهو جدُّ عبد الله بن عبد الرَّحمن بن أبي الحسين المكِّيِّ المخزوميِّ المحدِّث (فَدَرَجَ) أي: فمشى (إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ فَزِعْتُ) بكسر الزاي (فَزْعَةً عَرَفَ ذَاكَ) الفزع (مِنِّي) ولأبي ذرٍّ ”ذلك “ باللام(8) (وَفِي يَدِهِ المُوسَى، فَقَالَ: أَتَخْشَيْنَ) أي: أتخافينَ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: ”أتحسبينَ“ بحاءٍ وسين مهملتينِ بعدهما موحدة مكسورتينِ أتظنينَ (أَنْ أَقْتُلَهُ؟ مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ ذَاكِ) بكسر الكاف (إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى، وَكَانَتْ) زينب (تَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ) بكسر القاف، أي: عنقود (وَمَا بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ) بالمثلثة وفتح الميم، وفي الفَرْع: بالمثناة الفوقية وسكون الميم (وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ) بالمثلثة، مقيَّدٌ (فِي الحَدِيدِ، وَمَا كَانَ) ذلك / القطْفُ (إِلَّا رِزْقٌ(9) رَزَقَهُ اللهُ) خُبَيبًا (فَخَرَجُوا بِهِ مِنَ الحَرَمِ) إلى التَّنْعِيمِ (لِيَقْتُلُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي) اتركونِي (أُصَلِّي) بالتحتية بعد اللام، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”أصلِّ“ (رَكْعَتَيْنِ) فصلَّاهما بالتَّنعيمِ(10) (ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ تَرَوْا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ(11)) وللكُشمِيهنيِّ ممَّا في الفَرْع(12) فقط ”مِن جَزعٍ“(مِنَ المَوْتِ لَزِدْتُ) على الرَّكعتين (فَكَانَ) خبيبٌ (أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ القَتْلِ هُوَ) واستُشكِلَ قوله: «أوَّلَ من سنَّ» إذ السنَّةُ إنَّما هي أقوالُ رسولِ الله صلعم وأفعالُه وأحوالُه(13)، وأُجيب بأنَّهُ فعلهما في حياتِهِ صلعم واستحسنَهُما.
(ثُمَّ قَالَ) خبيبٌ _يدعو عليهم_: (اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا) بقطع الهمزة والحاء والصاد المهملتين، أي: أهلكهم بحيثُ لا يبقى(14) من عددهم أحدٌ (ثُمَّ قَالَ: ما أُبَالِي) بضم الهمزة، ولأبي ذرٍّ‼ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”ومَا إنْ أُبالي“ «ما» نافية، و«إنْ» بكسر الهمزة نافيةٌ للتأكيدِ، وله عن الكُشمِيهنيِّ ”فلستُ أُبَالي“ وفي نسخةٍ من «اليونينية»: ”ولستُ أُبَالِي“ (حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا، عَلَى أَيِّ شِقٍّ) بكسر الشين المعجمة، أي: جنبٍ (كَانَ لِلَّهِ(15) مَصْرَعِي. وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ) أي: طاعتهِ، ولهذهِ اللَّفظة مباحثُ طويلةٌ تأتِي _إن شاء الله تعالى بفضل الله تعالى ومعونتهِ_ في «بابِ ما يذكرُ في الذَّاتِ والنُّعوتِ» من «كتابِ التوحيدِ» [خ¦7402] (وَإِنْ يَشَأْ) ╡ (يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ) جمعُ وصلٍ، أي: عضوٍ، و«الشِّلْو»: بكسرِ الشين المعجمة وسكون اللام، الجسد، أي: على أعضاءِ جسدٍ (مُمَزَّعِ) _بزايٍ مشددةٍ مفتوحةٍ فعينٌ مهملةٌ_ مقطَّع.
(ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ الحَارِثِ) أخو زينب، وكنيتهُ: أبو سِرْوَعَة، كما يأتي [خ¦4087] (فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى عَاصِمٍ) أي: ابن ثابت، المقتول في جملةِ النَّفرِ السَّبعةِ (لِيُؤْتَوْا) بضم التحتية وفتح الفوقية (بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ يَعْرِفُونَهُ) به (وَكَانَ عَاصِمٌ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ) قيل: هو عقبةُ بن أبي مُعْيط، فإنَّ عاصمًا قتلهُ صبرًا بأمرِ النَّبيِّ صلعم بعد أن انصرفوا من بدرٍ (فَبَعَثَ اللهُ عَلَيْهِ) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ ”عليهم“ أي: (16) على المبعوثين من قبلِ قريشٍ، لمَّا أرادوا أن يَقْطعوا(17) شيئًا من لحمهِ (مِثْلَ الظُّلَّةِ) بضم الظاء المعجمة وفتح اللام المشددة، السَّحابة (مِنَ الدَّبْرِ) بفتح الدال المهملة وسكون الموحدة، أي: الزَّنابير أو ذكورِ النَّحلِ. وفي رواية أبي الأسود: «فبعثَ اللهُ عليهمْ الدَّبرَ يطيرُ في وجوهِهِم ويلدغُهُم» (فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ) وعند ابنِ إسحاق: «أنَّ عاصمًا كانَ أعطى اللهَ تعالى عهدًا أنْ لا يمسَّ مشركًا ولا يمسَّهُ مشركٌ أبدًا. فكان عمرُ يقولُ _لَمَّا بلغهُ ذلك_: يحفظُ اللهُ العبْدَ المؤمنَ بعد وفاتِهِ، كما حفظَهُ في حياتهِ».
وهذا الحديثُ قد سبق في «باب هل يستأسر(18) الرجل»، من «كتاب الجهاد» [خ¦3045].
[1] في (ص): «موسى الفراري».
[2] في (م): «ليأتوا».
[3] في (ب): «ومتعب».
[4] «بن»: ليست في (ص).
[5] في (ب) و(م): «التيميُّ».
[6] في (ص) و(د): «فقتله».
[7] «الواو»: ليست في (ص) و(م).
[8] «ولأبي ذرٍّ ذلك باللام»: ليس في (م) و(ص).
[9] قال الشيخ قطة ☼ : هكذا في النسخ بصورة المرفوع، ولا وجه له اللهم إلَّا أن يكون منصوبًا ورسم دون ألف على لغة ربيعة.
[10] في (ص) و(د): «في التنعيم».
[11] في (م): «فزع».
[12] «وللكشميهني مما في الفرع»: ليس في (م) و(س).
[13] «وأحواله»: ليست في (م) و(ص).
[14] في (ب): «تبقي».
[15] في (د): «كان في الله».
[16] «أي»: ليست في (ص) و(م).
[17] في (ص): «يغطوا».
[18] في (م): «يستأنس».