إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

معلق الليث: أن سبيعة بنت الحارث أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة

          3991- (وَقَالَ اللَّيْثُ) بنُ سعد الإمام ☺ ، ممَّا وصلهُ قاسم بن أَصْبغ في «مصنفه»: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (يُونُسُ) بنُ يزيد الأيليُّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ، أنَّه (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالتَّوحيد(1) (عُبَيْدُ اللهِ) بضم العين (بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ) بنِ مسعود (أَنَّ أَبَاهُ) عبد الله (كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَرْقَمِ) بنِ عبدِ يغوثَ (الزُّهْرِيِّ يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ) بضم السين المهملة وفتح الموحدة (بِنْتِ الحَارِثِ الأَسْلَمِيَّةِ فَيَسْأَلَهَا عَنْ حَدِيثِهَا وَعَنْ مَا) بفصل «عن» من لاحقتها، ولأبي ذرٍّ ”وعمَّا“ (قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلعم حِينَ اسْتَفْتَتْهُ) عن ذلك (فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَرْقَمِ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ) بنِ مسعودٍ (يُخْبِرُهُ: أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الحَارِثِ) الأسلميَّة (أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ) بسكون العين وفتح الخاء المعجمة وسكون الواو (وَهْوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ) من أنفسِهم، أو حليفٌ لهم (وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، فَتُوُفِّي عَنْهَا فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ) اتِّفاقًا، خلافًا لابنِ جريرٍ(2) حيثُ قال: توفي(3) سنة سبع (وَهْيَ حَامِلٌ، فَلَمْ تَنْشَبْ) بالفوقية المفتوحة والنون الساكنة والمعجمة المفتوحة بعدها موحدة، أي: فلم تلبثْ (أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ) بليالٍ أو بخمسةٍ وعشرين أو أقلّ (فَلَمَّا تَعَلَّتْ) بفتح العين المهملة وتشديد اللام، أي: خرجت(4) من نفاسها وطَهُرت (مِنْ نِفَاسِهَا تَجَمَّلَتْ) بالجيم، تزيَّنَت (لِلْخُطَّابِ) بضم الخاء المعجمة وتشديد الطاء المهملة (فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ) بفتح السين المهملة والنون وبعد الألف موحدة فلام؛ حَبَّةُ _بالحاء المهملة المفتوحة والموحدة المشددة كما قال ابنُ مَاكُولا، أو بالنون بدل الموحدة_ (بْنُ بَعْكَكٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ) بفتح الموحدة وسكون العين المهملة وفتح الكاف الأولى منصرفًا، القُرشي العَامري قاله أبو عُمر. وقال أبو موسى: ابن بَعْكَك بن الحارث بنِ السَّبَّاق بن عبد الدَّار بن قصي.
          قال ابنُ الأثير: وقولُ أبي موسى أنَّه من عبد الدَّار أصحُّ، وهو من مَسلمة الفتحِ.
          (فَقَالَ لَهَا) أي: قال أبو السَّنابل لسُبيعة: (مَا لِي أَرَاكِ تَجَمَّلْتِ لِلْخُطَّابِ، تُرَجِّينَ النِّكَاحَ؟!) بضم الفوقية وفتح الراء وتشديد الجيم المكسورة، ولأبي ذرٍّ ”تَرْجِين“ بفتح الفوقية وسكون الراء وكسر الجيم وفتحها مخفَّفة (فَإِنَّكِ) ولأبوي ذرٍّ والوقتِ ”وإنَّك“ بالواو بدل الفاء (وَاللهِ مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ) أي: لست من أهل النِّكاح (حَتَّى تَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ) من الأيامِ بعدها، ولأبي الوقتِ ”وعشرًا“ (قَالَتْ سُبَيْعَةُ: فَلَمَّا قَالَ لِي)‼ أبو السَّنابل (ذَلِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ) الذي قاله أبو السَّنابل (فَأَفْتَانِي بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ) بلامين مفتوحة ثمَّ ساكنةٌ (حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي، وَأَمَرَنِي بِالتَّزَوُّجِ إِنْ بَدَا لِي) فقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}[البقرة:234] مؤولٌ بغيرِ الحواملِ، وأبو السَّنابل هو الَّذي تزوَّج سُبيعة بعدُ.
          والحديث أخرجهُ أيضًا في «الطَّلاق» مختصرًا [خ¦5319]، وأخرجه أيضًا مسلم فيه، وكذا أبو داود والنَّسائيُّ وابن ماجه.
          (تَابَعَهُ) أي: تابع اللَّيث (أَصْبَغُ) بنُ الفَرج المصري شيخُ المؤلِّف في روايته (عَنِ ابْنِ وَهْبٍ) عبد الله (عَنْ يُونُسَ) بنِ يزيدَ الأَيْليِّ، فيما رواه الإسماعيليُّ.
          (وَقَالَ اللَّيْثُ) بن سعدٍ، ممَّا وصلهُ المؤلِّف في «تاريخه الكبير» (حَدَّثَنِي) بالإفراد (يُونُسُ) ابن يزيدَ الأَيْليُّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ (وَسَأَلْنَاهُ) هو قولُ ابنِ شهابٍ (فَقَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”حَدَّثني“ وله عن الحَمُّويي والمُستملي ”حَدَّثه“ (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ البُكَيْرِ) بضم الموحدة وفتح الكاف مصغَّرًا، ولأبي ذرٍّ ”البِكِّير(5)“ بكسر الموحدة وتشديد الكاف مكسورة، وبضم الموحدة وفتح الكاف مخففة (وَكَانَ أَبُوهُ) إياس (شَهِدَ بَدْرًا) وأحدًا والخندقَ والمشاهدَ كلَّها معه ╕ (أَخْبَرَهُ) بهذا الحديثِ أو بغيره، وغرضه: بيان من شهدَ بدرًا / لا بيان أنَّه أخبرهُ. قاله الكِرْمانيُّ.
          وقال في «الفتح»: وزاد المؤلِّف _ ☼ _ في «تاريخه» المذكور: أنَّه سألَ أبا هُريرة ☺ وابن عبَّاس وعبد الله بن عمر ♥ ، ومثله(6)؛ يعني: مثل حديثٍ قبلهُ: «إذا طلَّق ثلاثًا لم تصلحْ له» أي: المرأة، فاقتصرَ المؤلِّف _ ☼ _ من الحديثِ على موضعِ حاجتهِ منه، وهي قوله: «وكان أبوه شهدَ بدرًا».


[1] في (ص): «بالإفراد».
[2] في (د): «حجر»، وفي الهامش في نسخة: «جرير».
[3] في (ص): «في».
[4] في (د): «فرغت».
[5] «البكير»: ليست في (ص)، وفي (م): «بكر».
[6] في (ص): «مثله».