-
فاتحة الكتاب
-
سند نسخة الحافظ اليونيني رحمه الله
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
باب ما جاء في الوتر
-
باب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
أبواب التطوع
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
أبواب العمل في الصلاة
-
باب ما جاء في السهو
-
باب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
باب فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
باب العمرة
-
باب المحصر
-
باب جزاء الصيد
-
باب حرم المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
الحوالات
-
باب الكفالة في القرض والديون
-
كتاب الوكالة
-
ما جاء في الحرث
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
في الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب في المظالم
-
باب الشركة
-
كتاب في الرهن
-
في العتق وفضله
-
في المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فرض الخمس
-
باب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
باب ذكر النبي من يقتل ببدر
-
باب قصة غزوة بدر
-
باب قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}
-
باب
-
باب عدة أصحاب بدر
-
باب دعاء النبي على كفار قريش
-
باب قتل أبي جهل
-
باب فضل من شهد بدرًا
-
باب
-
حديث: إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم
-
حديث: إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم
-
حديث: جعل النبي على الرماة يوم أحد عبد الله بن جبير
-
حديث: وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد
-
حديث: إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت
-
حديث: بعث رسول الله عشرةً عينًا وأمر عليهم عاصم بن ثابت
-
حديث موت سعيد بن زيد
-
معلق الليث: أن سبيعة بنت الحارث أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة
-
حديث: إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم
-
باب شهود الملائكة بدرًا
-
باب
-
باب تسمية من سمي من أهل بدر
-
باب حديث بني النضير
-
باب قتل كعب بن الأشرف
-
باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق
-
باب غزوة أحد
-
باب: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}
-
باب قول الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان}
-
باب: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد}
-
باب: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاسًا يغشى طائفةً منكم}
-
باب: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم}
-
باب ذكر أم سليط
-
باب قتل حمزة
-
باب ما أصاب النبي من الجراح يوم أحد
-
باب
-
باب: {الذين استجابوا لله والرسول}
-
باب من قتل من المسلمين يوم أحد
-
باب: أحد يحبنا و نحبه
-
باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة
-
باب غزوة الخندق
-
باب مرجع النبي من الأحزاب ومخرجه إلى بنى قريظة ومحاصرته إياهم
-
باب غزوة ذات الرقاع
-
باب غزوة بني المصطلق من خزاعة
-
باب غزوة أنمار
-
باب حديث الإفك
-
باب غزوة الحديبية
-
باب قصة عكل وعرينة
-
باب غزوة ذات قرد
-
باب غزوة خيبر
-
باب استعمال النبي على أهل خيبر
-
باب معاملة النبي أهل خيبر
-
باب الشاة التي سمت للنبي بخيبر
-
باب غزوة زيد بن حارثة
-
باب عمرة القضاء
-
باب غزوة موتة من أرض الشام
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة
-
باب غزوة الفتح وما بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة
-
باب غزوة الفتح في رمضان
-
باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح؟
-
باب دخول النبي من أعلى مكة
-
باب منزل النبي يوم الفتح
-
باب
-
باب مقام النبي بمكة زمن الفتح
-
باب من شهد الفتح
-
باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}
-
باب غزاة أوطاس
-
باب غزوة الطائف
-
باب السرية التي قبل نجد
-
باب بعث النبي خالد بن الوليد إلى بني جذيمة
-
باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي
-
باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
غزوة ذي الخلصة
-
غزوة ذات السلاسل
-
ذهاب جرير إلى اليمن
-
غزوة سيف البحر
-
حج أبي بكر بالناس في سنة تسع
-
وفد بني تميم
-
باب
-
باب وفد عبد القيس
-
باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال
-
قصة الأسود العنسي
-
باب قصة أهل نجران
-
قصة عمان والبحرين
-
باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن
-
قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي
-
باب قصة وفد طيء وحديث عدي بن حاتم
-
باب حجة الوداع
-
باب غزوة تبوك
-
باب حديث كعب بن مالك
-
نزول النبي الحجر
-
باب
-
كتاب النبي إلى كسرى وقيصر
-
باب مرض النبي ووفاته
-
باب آخر ما تكلم النبي
-
باب وفاة النبي
-
باب
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه
-
باب
-
باب كم غزا النبي؟
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى و الطب
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
باب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
باب ما جاء في إِجازة خبر الواحد الصدوق
-
كتاب الاعتصام
-
كتاب التوحيد
3989- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبُوذَكيُّ قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ) بنُ سعدِ بن إبراهيم بنِ عبد الرَّحمن بن عوفٍ ☺ قال: (أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ) الزُّهريُّ (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عُمَرُ بْنُ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ) بضم العين في الأولِ، وعن ابنِ السَّكن: ”عُمير“ بالتَّصغير والأوَّلُ أصحُّ‼، وبفتح الهمزة وكسر المهملة بعدها تحتية ساكنة في الثَّاني، وبالجيم في الثَّالث. وللأَصيليِّ وابنِ عساكرٍ وأبي ذرٍّ عن المُستملي والكُشمِيهنيِّ ”عَمرو“ بفتح العين، وللأَصيليِّ وابنِ عساكرٍ وأبي ذرٍّ عن المُستملي ”ابن أسيد“ ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي: ”ابن أبي أسيد“ بزيادة: أبي. وفي «الفتح»: عن الكُشمِيهنيِّ ”عَمرو ابن جَارية“(1) فنسبه إلى جدِّه، وسبق في «باب: هل يستأسرُ الرَّجلُ» من «كتاب الجهاد» [خ¦3045] عمرو بن أبي سفيان بن أُسِيد بن جارية (الثَّقَفِي) بالمثلثة (حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ) بضم الزاي وسكون الهاء (_وَكَانَ) عمرو (مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ_ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ ☺ ) أنَّه (قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلعم عَشَرَةً) من الرِّجال (عَيْنًا) نصب بدلًا من عشرة، أي: جاسوسًا، سبقَ تسميةُ بعضِهم في «الجهاد» [خ¦3045] وهو مَرْثد الغَنَوي وخالدُ بن البُكْير الليثي وعاصمُ بن ثابت أميرهم، وخبيبُ بن عدي وزيدُ بن الدَّثِنة وعبد الله بنُ طارق ومُعَتِّب بن عُبيد البَلَوي (وَأَمَّرَ) بتشديد الميم (عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ) بالمثلَّثة، ابن أبي الأَقْلح (الأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ) لأمِّه، واسمها جَميلة، بفتح الجيم (حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالهَدَّةِ) بفتح الهاء والدال المهملة المشددة بلا همز، ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ ”بالهدَأَة“ بفتح الدال مخففة بعدها همزة مفتوحة، وفي نسخةٍ صحيحةٍ _كما قال في «اليونينية»_: ”بالهدْأَة“ بتسكين الدال مع الهمزة، موضعٌ (بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ، ذُكِرُوا) بضم المعجمة (لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ) بضم الهاء وفتح المعجمة (يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ) بكسر اللام، مصحَّحًا عليها في الفَرْع كأصله، وحُكِيَ فتحها. ابن هذيل بن مُدْركة بن إلياسَ بن مضر (فَنَفَرُوا لَهُمْ) بتخفيف الفاء وتشدَّد، أي: استنجدوا لهم (بِقَرِيبٍ مِنْ مِئَةِ رَجُلٍ رَامٍ) بالنَّبل (فَاقْتَصُّوا) بالقاف والصاد المهملة، أي: اتَّبعوا (آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمُ) في مكان أكلِهم (التَّمْرَ فِي مَنْزِلٍ نَزَلُوهُ، فَقَالُوا) بالفاء، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”قالوا“ وللحَمُّويي والمُستملي: ”فقال“ أي: القوم: هذا (تَمْرُ يَثْرِبَ) بالمثلَّثة (فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا حَسَّ) صوابه _كما قال السَّفاقِسيُّ_: أحسَّ، رباعيًا، أي: علم (بِهِمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى مَوْضِعٍ، فَأَحَاطَ بِهِمُ القَوْمُ فَقَالُوا) أي: بنو لحيان (لَهُمْ) لعاصم وأصحابه: (انْزِلُوا) وسقط لأبي ذرٍّ لفظ «لهم» (فَأَعْطُوا بِأَيْدِيكُمْ) بقطع همزةِ: «فأعطوا» وحذف المفعول الأول، أي: انقادوا وسلِّموا، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”فأعطونا“ (وَلَكُمُ العَهْدُ وَالمِيثَاقُ أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا، فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ) لأصحابه: (أَيُّهَا القَوْمُ، أَمَّا) بتشديد الميم (أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ) أي: في عهدهِ (اللَّهُمَّ) ولغير أبي ذرٍّ ”ثمَّ قال: اللَّهم“ (أَخْبِرْ) بقطع الهمزة وكسر الموحدة (عَنَّا نَبِيَّكَ صلعم ) سقطَتْ التَّصلية لأبي ذرٍّ (فَرَمَوْهُمْ) بضم الميم في «اليونينية» وفرعها(2)، أي: رمى‼ الكفَّار المسلمين (بِالنَّبْلِ) بفتح النون وسكون الموحدة، بالسِّهام العربية (فَقَتَلُوا) أمير القوم (عَاصِمًا) زاد في «الجهاد» [خ¦3045] «في سبعة» أي: من / العشرة.
(وَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ عَلَى العَهْدِ وَالمِيثَاقِ، مِنْهُمْ: خُبَيْبٌ) بضم الخاء المعجمة وفتح الموحدة الأولى مصغَّرًا، ابنُ عديٍّ الأنصاريِّ (وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ) بفتح الدال المهملة وكسر المثلثة وفتح النون (وَرَجُلٌ آخَرُ) هو: عبدُ الله بن طارقٍ البَلَويُّ (فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا(3) مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ) بالمثناة الفوقية (فَرَبَطُوهُمْ بِهَا. قَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ) عبد الله بن طارق: (هَذَا أَوَّلُ الغَدْرِ، وَاللهِ لَا أَصْحَبُكُمْ، إِنَّ لِي بِهَؤُلَاءِ أُسْوَةً) بضم الهمزة، ولأبي ذرٍّ ”إسوة“ بكسرها أي: اقتداء (يُرِيدُ القَتْلَى، فَجَرَّرُوهُ) بالجيم وتشديد الراء الأولى المفتوحتين (وَعَالَجُوهُ) زاد في «الجهاد» [خ¦3045] «على أن يصحبهم» أي: إلى مكة (فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ) وفي «غزوة الرجيع» [خ¦4086] أنَّهم قتلوهُ (فَانْطُلِقَ) بضم الطاء مبنيًّا للمفعول (بِخُبَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ حَتَّى بَاعُوهُمَا) زاد في «الجهاد»: بمكة (بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَابْتَاعَ) اشترى (بَنُو الحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ) وهم عقبة وأبو سِرْوَعة وأخوهما لأمِّهما: حجيرُ بن أبي أُهَيب(4) (خُبَيْبًا) واشترى ابنَ الدَّثِنَة صفوانُ بنُ أميَّةَ (وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ) انتقدَهُ الحافظُ الشَّرف الدِّمياطي بأن خُبيبًا هذا هو ابن عدي لم يشهد بدرًا، وإنَّما الذي شهدَها وقتلَ الحارثَ هو خُبيب بن يَسَاف. انتهى. والَّذي في «الاستيعاب» لابن عبد البرِّ، و«أسد الغابة» لابن الأثير: أنَّ خُبيب بن عدي شهدَ بدرًا. وزاد الأول: أنَّ عقبة بنَ الحارث اشترى خُبيب بنَ عدي وكان قد قتل أباهُ. وذكر الأبيات في ترجمة خبيبِ بن يَسَاف، وشهدَ بدرًا، وقتل أميَّةَ بن خلفٍ.
(فَلَبِثَ خُبَيْبٌ) يعني: ابن عديٍّ (عِنْدَهُمْ) عند بني الحارث (أَسِيرًا) لأنَّهم كانوا أخَّروه حتى تنقضي الأشهرُ الحرم (حَتَّى أَجْمَعُوا(5) قَتْلَهُ، فَاسْتَعَارَ مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الحَارِثِ مُوسَى) بعدمِ الصَّرف؛ لأنَّه على وزن فعلى، أو بالصَّرف على أنَّه على وزن مفعل (يَسْتَحِدُّ) أي: يحلقُ (بِهَا) شعرَ عانتهِ لئلا يظهر عند قتلهِ (فَأَعَارَتْهُ) ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ وابنِ عساكرٍ ”فأعارتْ“ بحذف ضمير النَّصب (فَدَرَجَ) بجيم وفتحات، أي: ذهب (بُنَيٌّ لَهَا) بضم الموحدة مصغَّرًا (وَهْيَ غَافِلَةٌ) عنه (حَتَّى أَتَاهُ) أي: أتى البُنيُّ(6) إلى خُبيب (فَوَجَدَتْهُ مُجْلِسَهُ) بضم الميم، اسم فاعل من الإجلاسِ مضاف إلى المفعول (عَلَى فَخِذِهِ وَالمُوسَى بِيَدِهِ) ولابنِ عساكرٍ ”في يده“ (قَالَتْ: فَفَزِعْتُ) بكسر الزاي، لَمَّا رأتِ الصَّبيَّ على فخذه والموسى بيده خوفًا أن يقتلَه (فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ، فَقَالَ: أَتَخْشَيْنَ) بهمزة الاستفهام (أَنْ أَقْتُلَهُ؟‼ مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ ذَلِكِ) بكسر الكاف (قَالَتْ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا) زاد أبو ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”قطُّ“ (خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، وَاللهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ قِطْفًا) بكسر القاف، عنقودًا (مِنْ عِنَبٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ بِالحَدِيدِ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرَةٍ) بالمثلثة (وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّهُ لَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللهُ خُبَيْبًا) كرامةً له، والكرامةُ ثابتةٌ للأولياءِ كالمعجزةِ للأنبياء (فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ) بخبيبٍ (مِنَ الحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الحِلِّ؛ قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ) في موضعِ مسجد التَّنعيم (فَقَالَ: وَاللهِ لَوْلَا أَنْ تَحْسِبُوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ) من القتل (لَزِدْتُ) في الصَّلاة (ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا) بهمزة قطع وبالحاء الساكنة والصاد المكسورة المهملتين، أهلكْهُم واستأصلْهُم بحيثُ لا يبقى منهم أحد(7) (وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا) بفتح الموحدة والدال المهملة الأولى، مصدرٌ بمعنى المتبدِّد، أي: ذوي بددٍ. قاله السُّهيليُّ. ويروى بكسر الموحدة، جمعُ: بِدَّة، وهي القطعةُ من الشَّيء المتبدِّد، وهو نصبٌ على الحال من المدعوِّ عليهم، أمَّا على الثاني فواضحٌ، أي: متفرِّقين، وأمَّا على الأوَّل فعلى أن يكون التَّقدير: ذوي بددٍ.
قال في «المصابيح»: ويجري فيه وجهان آخران: أن يكون بددًا نفسه حالًا على جهةِ المبالغة، أو(8) على تأويله باسم الفاعل، وعند السُّهيليِّ في «روضه»: أنَّ الدَّعوة أُجيبت فيمن مات كافرًا، ومن قُتل منهم بعد هذه الدَّعوة، فإنَّما قُتلوا بددًا غير مُعسكرين ولا مُجتمعين.
(وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ) ولأبي ذرٍّ وابنِ عساكرٍ ”وقال“ بدل قوله: «ثمَّ أنشأ» يقول: (فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ) بضم الهمزة وفتح الفوقيَّة حال كوني (مُسْلِمًا. عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ لِلَّهِ(9) مَصْرَعِي / . وَذَلِكَ) أي: القتل (فِي ذَاتِ الإِلَهِ) أي: في وجههِ تعالى، وطلب رضاه وثوابه (وَإِنْ يَشَأْ. يُبَارِكْ عَلَى) وفي نسخة ”في“ (أَوْصَالِ شِلْوٍ) بكسر المعجمة وسكون اللام، أي: جسدٍ (مُمَزَّعِ) بالزاي، مقطَّع. والبيتان من قصيدةٍ ذكرها ابنُ إسحاق أوَّلها(10):
لقد جَمَّعَ الأحزابُ حَوْلي وألَّبُوا قبائلَهُم واستَجْمَعُوا كُلَّ مَجْمعِ
وقدْ قرَّبوا أبناءَهُم ونسَاءَهُم وقُرِّبتُ مِن جِذْعٍ طَويلٍ مُمنَّعِ
وكلُّهمُ يُبْدي العَدَاوةَ جَاهِدًا عليَّ لأنِّي في وثَاقٍ بمَضْيَع
إلى اللهِ أشكُو غُرْبتي بعدَ كُرْبتي ومَا جَمَّعَ الأَحْزابُ لي عندَ مَصْـرَعي
فذَا العَرْشِ صَبِّرْني على ما أَصَابَني فقد بَضَّعوا لَحْمِي وقدْ ضلَّ مَطْمَعي
وذلكَ في ذاتِ الإلَهِ وإنْ يَشَأ يُبَاركْ عَلى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمزَّعِ
وقدْ عَرَّضُوا بالكُفْر والموْتُ دُوْنه وقدْ ذَرَفتْ عَيْنايَ من غيرِ مَدْمَعِ
ومَا بِي حِذَارُ الموْتِ إِنِّي لميِّتٌ ولكنْ حِذَارِي حرَّ نارٍ مُلَفَّع‼
فلسْتُ بمبدٍ للعَدوِّ تخشُّعًا ولَا جَزَعًا إنِّي إِلى اللهِ مَرجِعِي
وذلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَه وإِنْ يَشَأ يُبَارِك عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ ممزَّعِ(11)
(ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ) إلى خُبَيْبٍ (أَبُو سِرْوَعَةَ) بكسر السين المهملة وسكون الراء وفتح الواو والعين المهملة. وبفتح السين لأبي ذرٍّ والأَصيليِّ عن الحَمُّويي والمُستملي (عُقْبَةُ بْنُ الحَارِثِ فَقَتَلَهُ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا) أي: مصبورًا؛ يعني: محبوسًا للقتل (الصَّلَاةَ) وإنَّما صار ذلك سنَّة؛ لأنَّه فُعِلَ في حياتهِ صلعم فاستحسنَهُ وأقرَّه (وَأَخْبَرَ _يَعْني: النَّبيَّ صلعم _ أَصْحَابَهُ) وفي نسخة: ”وأُخبِر“ بضم الهمزة وكسر الموحدة ”أصحابه“ (يَوْمَ أُصِيبُوا) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي ”أُصيب“ أي: كلُّ واحدٍ منهم (خَبَرَهُمْ) وسقطَ قوله «يعني: النَّبيَّ صلعم » لغيرِ ابنِ عساكرٍ، وعند البيهقيِّ في «دلائله»: أنَّ خُبيبًا لَمَّا قال: اللَّهمَّ إنِّي لا أجدُ رسولًا إلى رسولكِ يُبلِّغه عنِّي السَّلام، جاء جبريلُ ◙ فأخبرَه بذلك.
(وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ) أمير السَّريَّة (حِينَ حُدِّثُوا) بضم الحاء وكسر الدال المهملتين (أَنَّهُ قُتِلَ أَنْ يُؤْتَوْا) بضم التحتية وفتح الفوقية (بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ) به كرأسهِ (وَكَانَ) عاصمٌ (قَتَلَ رَجُلًا عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ) يوم بدرٍ هو: عقبةُ بن أبي مُعيط، وسقطَ لأبي ذرٍّ والأَصيليِّ وابنِ عساكرٍ قوله «عظيمًا» (فَبَعَثَ اللهُ لِعَاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ) بضم(12) الظاء المعجمة وتشديد اللام، السَّحابة المظلَّة (مِنَ الدَّبْرِ) بفتح المهملة وإسكان الموحدة، ذكورُ النَّحل أو الزَّنابير (فَحَمَتْهُ) حفظته (مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا) لأنَّه كان حلفَ أن لا يمسَّ مشركًا ولا يمسُّه مشركٌ، فبرَّ اللهُ قَسَمهُ.
وسبق هذا الحديثُ في «الجهاد» [خ¦3045].
(وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ) في حديثه الطَّويل الآتي _إن شاء الله تعالى_ في «غزوة تبوك» [خ¦4418] (ذَكَرُوا) لي ممَّن تخلَّف عن تبوك(13) (مُرَارَةَ بْنَ الرَّبِيعِ) بضم الميم وتخفيف الراءين المهملتين (العَمْرِيَّ) بفتح العين المهملة وسكون الميم (وَهِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ الوَاقِفِيَّ) بتقديم القاف على الفاء (رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا) وهذا يردُّ على الدِّمياطيِّ وغيره حيثُ قالوا: لم يذكرْ أحدٌ مُرَارة وهلالًا في البَدْريين، وما في «الصَّحيح» أصحُّ، والمثبتُ مقدَّمٌ على النَّافي.
[1] الذي في «الفتح»: «عمرو بن أبي أسيد بن جارية».
[2] «بضم الميم في اليونينية وفرعها»: ليست في (د).
[3] في (ب): «استمسكوا».
[4] كذا في الأصول، والذي في «الفتح» و«العمدة»: «إهاب».
[5] زيد في (م): «على».
[6] في (ب): «الصبي».
[7] في (س): «لا تبقي أحدًا منهم»، وفي (د): «لا يبقى واحدٌ منهم»، وفي (ل): «لا يبقى أحدٌ منهم».
[8] في (ص): «و».
[9] في (ص) و(م): «في الله».
[10] في (م) زيادة: «يقول».
[11] سقط هذا البيت من (س) وجاء: «فلست أبالي حين أقتل... إلى آخره».
[12] في (م): «بفتح».
[13] قوله: «ذكروا لي ممن تخلف عن تبوك»: ليس في (ص).