إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت

          3988- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (يَعْقُوبُ بنُ إِبْرَاهِيمَ) كذا لأبي ذرٍّ بإثبات «ابن إبراهيم» وكذا للأَصيليِّ فيما(1) قاله الحافظُ ابن حجرٍ ☼ ، وقال المزِّيُّ: إنَّه الدَّورقيُّ، وقد سقطَ ما ثبتَ في روايتِهما لغيرِهما، فجزمَ الكَلاباذيُّ بأنَّه ابنُ حُميد بن كاسِبٍ، وجوَّز الحاكمُ بأن يكون يعقوب بن محمد الزُّهري. وقال الحافظُ ابن حجرٍ ☼ : إمَّا أن يكون الدَّورقيَّ(2) أو ابن محمَّد الزُّهري قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ) بسكون العين (عَنْ أَبِيهِ) سعد بنِ إبراهيم (عَنْ جَدِّهِ) عبد الرَّحمن بن عوفٍ ☺ ، أنَّه (قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنِّي لَفِي الصَّفِّ يَوْمَ) وقعة (بَدْرٍ، إِذِ التَفَتُّ فَإِذَا عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَتَيَانِ) زاد في «باب من لم يُخمِّس الأسلاب» من «الخمس» [خ¦3141] «من الأنصار» (حَدِيثَا السِّنِّ، فَكَأَنِّي لَمْ آمَنْ) _بمدِّ الهمزة وفتح الميم_ من العدوِّ (بِمَكَانِهِمَا) أي: بجهةِ / مكانهما، أو هو كنايةٌ عنهما، كأنَّه لم يثقْ بهما؛ لأنَّه لم يعرفهما، فلم يأمنْ أن يكونا من العدوِّ، وفي «مغازي ابن عائذ» بإسناد منقطعٍ: «فأشفقتُ أن يُؤتى الناسُ من قِبلي؛ لكوني بين غُلامين حديثين».
          (إِذْ قَالَ لِي أَحَدُهُمَا سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ: يَا عَمِّ أَرِنِي أَبَا جَهْلٍ، فَقُلْتُ) له: (يَا ابْنَ أَخِي، وَمَا) بالواو، ولابنِ عساكرٍ ”ما“ (تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: عَاهَدْتُ اللهَ) ╡ (إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ أَقْتُلَهُ أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ) قال العينيُّ: الأَوْلَى أنَّ «أو» بمعنى: إلى، أي: إلى(3) أن أموتَ دونهُ (فَقَالَ لِي الآخَرُ سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ مِثْلَهُ. قَالَ) عبد الرَّحمن: (فَمَا سَرَّنِي أَنِّي بَيْنَ رَجُلَيْنِ مَكَانَهُمَا، فَأَشَرْتُ لَهُمَا إِلَيْهِ) أي: إلى أبي جهلٍ (فَشَدَّا عَلَيْهِ مِثْلَ الصَّقْرَيْنِ) اللَّذين يُصاد بهما (حَتَّى ضَرَبَاهُ) بسيفيهمَا حتَّى قتلاهُ (وَهُمَا) أي: الفتيان مُعاذٌ ومعوِّذٌ (ابْنَا عَفْرَاءَ) بفتح العين وسكون الفاء ممدودًا، اسم أمِّهما، وأبوهما: الحارث بن رِفاعة.


[1] في (م): «كما».
[2] قوله: «وقد سقطَ ما ثبتَ في روايتِهما... إما أن يكون الدورقي»: ليس في (ص).
[3] في (د): «إلا».