إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن رسول الله كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه

          3565- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ) أبو يحيى النَّرْسيُّ _بالنون المفتوحة والراء الساكنة والسين المهملة_ قال(1): (حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ) بضمِّ الزاي وفتح الراء مصغَّرًا، أبو معاويةَ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدٌ) هو ابنُ أبي عَروبَة (عَنْ قَتَادَةَ) بن دِعامةَ (أَنَّ أَنَسًا ☺ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ) رفعًا بليغًا (فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ، إِلَّا فِي الاِسْتِسْقَاءِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ) رفعًا بليغًا (حَتَّى يُرَى) بضمِّ التحتيَّة مبنيًّا للمجهول(2) (بَيَاضُ إِبْطَيْهِ) مفعولٌ نابَ عن الفاعلِ، ولأبي ذرٍّ ممَّا ليس في الفرع ولا أصله: ”نَرى“(3) بالنون المفتوحة ”بياضَ“ نُصِبَ على المفعوليَّة، واستُدِلَّ به: على أنَّ إبطَه صلعم (4) أبيضُ غيرُ متغيِّرِ اللون، وعدَّه الطبريُّ(5) والإسنوي في «المهمات» مِنَ الخصائص، وتعقَّبه ابنُ العِراقيِّ: بأنَّه لم يَثبتْ بوجهٍ مِنَ الوجُوه، والخصائصُ لا تَثبتُ بالاحتمال، ولا يلزمُ مِن ذِكْرِ أنسٍ وغيرِه بياضَ إبْطيه ألَّا يكونَ له شعر، فإنَّ الشعر إذا نُتِفَ بَقِيَ المكانُ أبيضَ، وإن بقي فيه آثار الشعر.
          وفي حديث عبدِ الله بنِ أَقْرَم(6) الخُزاعيِّ عند الترمذيِّ وحسنه: «أنَّه صلَّى مع النبيِّ صلعم فقال: كنتُ أنظرُ إلى عُفرةِ إِبْطَيه إذا سجد»، والعُفْرةُ: بياضٌ ليس بالنَّاصِعِ، وهذا يُدلُّ على أنَّ آثار الشعر هو الذي يجعل(7) المكان أعفر، وإلَّا فلو كان خاليًا عن نبات‼ الشعر جملةً لم يكن أعفر، نعم الذي يُعتَقد أنَّه لم يكن لإِبْطِه رائحةٌ كريهةٌ.
          وهذا الحديث قد سبق في «الاستسقاء» [خ¦1031] وزاد أبو ذرٍّ هنا: ”وقال(8) أبو موسى الأشعريُّ ☺ : دعا النبيُّ صلعم ورفع يديه، ورأيتُ بياض إِبْطَيه“ بالتثنية أيضًا.


[1] «قال»: ليس في (م).
[2] في (م): «للمفعول».
[3] «نَرى»: مثبت من (د) و(م).
[4] «الصلاة»: مثبت من (د).
[5] في (م): «الطبراني».
[6] في (ص): «أرقم»، وفي (د) و(م): «أقوم»، وهو خطأ.
[7] في (د): «جعل».
[8] في غير (د): «قال».