إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

معلق ابن مخلد: من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب

          7430- (وَقَالَ) ولأبي ذرٍّ: ”قال أبو عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ: قال“ (خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ) بفتح الميم وسكون المعجمة، القطوانيُّ الكوفيُّ شيخ البخاريِّ، فيما وصله أبو بكرٍ الجَوْزَقيُّ في «الجمع بين الصّحيحين»: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ) ابن بلالٍ قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ) المدنيُّ (عَنْ أَبِي صَالِحٍ) ذكوان الزَّيّات (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : مَنْ تَصَدَّقَ بِعَـِدْلِ تَمْرَةٍ) بفتح العين وكسرها، أي: بمثلها، أو بالفتح: ما عادل الشيءَ مِن جنسه، وبالكسر: ما ليس من جنسه (مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ) أي: حلالٍ (وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللهِ) ╡ (إِلَّا الطَّيِّبُ) جملةٌ معترضةٌ بين الشّرط والجزاء تأكيدًا لتقرير المطلوب في النّفقة (فَإِنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ) وعبَّر بـ «اليمين» لأنَّها في العُرْفِ لِمَا عزَّ، والأُخرى لِمَا هَانَ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”يقبلها“ بحذف الفوقيَّة وسكون القاف وتخفيف الموحَّدة (ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ) أي: لصاحب العدل، ولأبي ذرٍّ عن المُستملي: ”لصاحبها“ أي: لصاحب الصّدقة بمضاعفة الأجر، أو بالمزيد في الكميّة (كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ) بفتح الفاء وضمِّ اللَّام وتشديد الواو، المُهْر حين فِطامِهِ (حَتَّى تَكُونَ) الصّدقةُ التي عِدل التّمرة (مِثْلَ الجَبَلِ) لتثقُل في ميزانه، وضَرَبَ المثل بالمُهْر؛ لأنَّه يزيد زيادة بيَّنةً.
          (وَرَوَاهُ) أي: الحديث (وَرْقَاءُ) بن عمر (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ) بالمهملة (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم : وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللهِ) ╡ (إِلَّا الطَّيِّبُ) ولأبي ذرٍّ: ”إلَّا طيِّبٌ“.
          وهذا وصله البيهقيُّ، لكنَّه قال في آخره: «مثل أُحُد» بدل قوله في الرواية المعلَّقة: «مثل الجبل» ومراد المؤلِّف: أنَّ رواية ورقاء موافقةٌ لرواية سليمان إلَّا في شيخ شيخهما، فعند سليمان أنَّه عن أبي صالح، وعند ورقاء أنَّه عن سعيد بن يسار. /