إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السموات بيمينه

          7412- 7413- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُقَدَّمُ بْنُ مُحَمَّدٍ) الهلاليُّ الواسطيُّ، ولأبي ذرٍّ زيادة: ”بن يحيى“ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَمِّي القَاسِمُ بْنُ يَحْيَى) بن عطاءٍ (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضمِّ العين، العمريِّ (عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ☻ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلعم أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ يَقْبِضُ يَوْمَ القِيَامَةِ الأَرْضَ) أي: الأرضين السَّبع، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”الأرضين“ بالجمع (وَتَكُونُ السَّمَوَاتُ) السَّبع (بِيَمِينِهِ) أي: مطويَّاتٌ، كما في قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر:67] فالمراد بهذا الكلام إذا أخذتَه كما هو بجملته ومجموعه تصويرُ عظمته تعالى، والتَّوقيفُ على حكم جلاله لا غير، من غير ذهابٍ بالقبضة ولا باليمين إلى جهة حقيقةٍ أو جهة مجازٍ(1) يعني: أنَّ الأرضين السَّبع مع عِظَمِهنَّ وبسطهنَّ لا يبلُغْنَ إلَّا قبضةً واحدةً من قبضاته (ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ) ولمسلمٍ من حديث ابن عمر: «أين الجبَّارون أين المتكبِّرون؟».
          والحديث سبق في «تفسير سورة الزُّمر» [خ¦4811].
          (رَوَاهُ) أي: الحديث (سَعِيدٌ) بكسر العين، ابنُ داود بن أبي زَنْبَرٍ _بفتح الزَّاي والموحَّدة بينهما نونٌ ساكنةٌ، آخره راءٌ_ المدنيُّ، سكن بغداد، وليس له في هذا الكتاب إلَّا هذا الموضع (عَنْ مَالِكٍ) الإمام، وصله الدَّارقطنيُّ في «غرائب مالك» وأبو القاسم اللَّالكائيُّ.
          (وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ) بن عبد الله بن عمر: (سَمِعْتُ سَالِمًا) هو ابن عبد الله بن عمر عمُّ عمرَ(2) المذكور يقول: (سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ) عبد الله ☻ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم بِهَذَا...) الحديث، ووصله مسلمٌ وأبو داود.
          (وَقَالَ أَبُو اليَمَانِ) الحكمُ بن نافعٍ: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابن أبي حمزة (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد ابن مسلمٍ أنَّه قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَبُو سَلَمَةَ) بن عبد الرَّحمن بن عوفٍ (أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ) ☺ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : يَقْبِضُ اللهُ) ╡ (الأَرْضَ) وهذا سبق قريبًا في «باب قوله تعالى: {مَلِكِ النَّاسِ}[الناس:2[خ¦7382].


[1] في (ع): «محال» ولعلَّه تحريفٌ.
[2] «عمر»: مثبت من (د).