إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن

          7374- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ) بن أبي أويسٍ قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (مَالِكٌ) الإمام بن أنسٍ الأصبحيُّ (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ) عبد الله (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ) ☺ : (أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُهَا) يكررِّها ويُعيدها، واسم الرجل القارئ: قتادة بن النُّعمان، رواه ابن وهب، عن ابن لَهيعة، عن الحارث ابن يزيد(1)، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ (فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلعم فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ) ولأبي ذرٍّ: ”فذكر ذلك له“ (وَكَأَنَّ) بالواو والهمزة وتشديد النُّون، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”فكأنَّ“ بالفاء (الرَّجُلَ) الذي سمع (يَتَقَالُّهَا) بالقاف وتشديد اللَّام يعدُّها قليلةً (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّها) أي: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:1] ولأبي ذرٍّ: ”فإنَّها“ (لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ) لأنَّ القرآن على ثلاثة أنحاء: قصصٍ، وأحكامٍ، وصفاتٍ لله ╡، و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} متمحِّضةٌ(2) للتَّوحيد والصِّفات، فهي ثُلثهُ، وفيه دليلٌ على شرف علم التَّوحيد، وكيف لا والعلم يشرف بشرف المعلوم؟ ومعلومُ هذا العلمِ هو الله وصفاته، وما يجوز عليه وما لا يجوز عليه، فما ظنُّك بشرف منزلته وجلالة محلِّه؟!
          (زَادَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ) الأنصاريُّ (عَنْ مَالِكٍ) الإمام (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ) عبد الله ابن عبد الرَّحمن بن أبي صعصعة (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ) الخدريِّ ☺ أنَّه قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَخِي) لأُمِّي (قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) وهذا سبق في فضل: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} من «فضائل القرآن» [خ¦5013].


[1] في (د): «زياد»، وليس بصحيحٍ. والمثبت موافق للفتح.
[2] في (د): «متضمِّنةٌ».