الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع

          ░5▒ (باب: مَا يُكرَه مِنَ التَّعَمُّقِ وَالتَنَازُعِ والغُلُوِّ فِي الدِّيْنِ وَالبِدَعِ)
          قالَ الحافظُ: زاد غير أبي ذرٍّ: <في العلم> وهو ما(1) يتعلَّق بالتَّنازع والتَّعمُّق معًا، كما أنَّ قوله: (وَالغُلُوِّ فِي الدِّينِ وَالبِدَعِ) يتناولهما.
          وقوله: لقول الله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} إلى آخره [النِّساء:171]، صدرُ الآية يتعلَّق بفروع الدِّين، وهي المعبَّر عنه في التَّرجمة بالعلم، وما بعده يتعلَّق بأصوله.
          وقال أيضًا ذيل شرح الأحاديث: قالَ ابنُ بطَّالٍ: في أحاديث الباب ما ترجم له مِنْ كراهية التَّنطُّع والتَّنازُع لإشارته إلى ذمِّ مَنِ استمرَّ على الوصال بعد النَّهي، ولإشَارة عليٍّ إلى ذمِّ مَنْ غلا فيه، فادَّعى أنَّ النَّبيَّ صلعم خصَّه بأمور مِنْ عِلم الدِّيانة دون غيره، وإشارته صلعم إلى ذمِّ مَنْ شَدَّدَ فيما ترخَّص فيه، وفي قصَّة بني تميم ذمُّ التَّنازع المؤدِّي إلى التَّشاجر، ونسبة أحدهما الآخر وإلى(2) قصد مخالفته، فإنَّ فيه إشارة إلى ذمِّ كل حالة تؤول بصاحبها إلى افتراق الكلمة والمعاداة(3) وفي حديث عائشة إشارة إلى ذمِّ التَّعسُّف في المعاني الَّتي خشيتها مِنْ قيام أبي بكر مَقام الرسول صلعم. انتهى.


[1] قوله: ((ما)) ليس في (المطبوع).
[2] في (المطبوع): ((إلى)) بلا واو.
[3] في (المطبوع): ((أو المعادات)).