الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول النبي: «بعثت بجوامع الكلم»

          ░1▒ (باب: قَول النَّبيِّ صلعم: بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِم)
          قالَ الحافظُ: يعني أنَّه صلعم كان يتكلَّم بالقول الموجز، القليل اللَّفظ، الكثير المعنى، وجزم غير الزُّهريِّ بأنَّ المراد بـ(جوامع الكلم) القرآن، بقرينة قوله: (بعثت) والقرآن هو الغاية في إيجاز اللَّفظ واتِّساع المعاني. انتهى.
          قوله: (ونُصرت بالرُّعب...) إلى آخره، كتب في هامش «النُّسخة المصريَّة» عن العلامة السِّنْديِّ: أي: على خلاف المعتاد مِنَ الرُّعب بسبب المال والمتاع والعبيد والأفراس كما عليه الأمراء، إذ معلوم أنَّه صلعم ربَّما يمضي عليه شهران ولم يوقد النَّار في بيته صلعم، والرُّعب مسيرة شهر على هذا الحال مِنْ خواصِّه صلعم، نعم كان منه نصيب لمن كان على حاله مِنْ خلفائه ╧ . انتهى.
          ثمَّ اعلمْ أنَّ المصنِّف ذكر في الباب حديثين عن أبي هريرة، أحدهما بلفظ التَّرجمة، وثانيهما بقوله صلعم: (ما مِنَ الأنبياء نبيٌّ إلَّا أُعطي مِنَ الآيات...) الحديث، وتقدَّم أيضًا في فضائل القرآن، ومرَّ هناك الكلام على شرح هذا الحديث.
          قالَ الحافظُ: قيل: يُؤخَذ مِنْ إيراد البخاريِّ هذا الحديث عقب الَّذِي قبله أنَّ الرَّاجح عنده أنَّ المراد بجَوَامِع الكَلِم القرآن، وليس ذلك بلازم، فإنَّ دخول القرآن في قوله: (بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِم) [لا شكَّ فيه، وإنَّما النِّزاع هل يدخل غيره مِنْ كلامه مِنْ غير القرآن، ثمَّ ذكرَ الحافظُ أمثلة جوامع الكلم] مِنَ الآيات والأحاديث النَّبويَّة، فارجع إليه لو شئت.