الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب النوم مع الحائض وهي في ثيابها

           ░21▒ (باب: النَّوم مع الحَائض...) إلى آخره
          الظَّاهر عندي أنَّ الإمام البخاريَّ أشار بذلك إلى ردِّ ما يتوهَّم مِنْ رواية أبي داود عن عائشة قالت: ((كنت إذا حضت نزلت عن المثال على الحصير، فلم نقرب رسول الله صلعم ولم نَدْنُ منه حتَّى نَطْهُر))(1).
          وكتب الشَّيخ في «البذل»: هذا الحديث يخالف الأحاديث المتقدِّمة الصَّحيحة، فلا بدَّ مِنَ التَّأويل فيه، قال صاحب «المجمع» والحديث منسوخٌ إلَّا أن يحمل القرب على الغشيان. انتهى.
          أو يؤوَّل بأنَّ ترك القرب والدُّنوَّ كان مِنْ جانب عائشة ╦ لا منه صلعم(2). انتهى.
          وفي «هامشي على البذل» قال ابن رَسْلان: حديث أبي داود متمسَّك ابن عبَّاسٍ وأبي عُبيدة، وهو موافقٌ لما حكاه النَّوويُّ في «الرَّوضة» تبعًا للرَّافعيِّ، وهو قولٌ شاذٌّ مِنْ أقوال العلماء. انتهى.
          وفي «الأوجز» عن العينيِّ: وحكى(3) عن عُبيدة السَّلمانيِّ وغيره أنَّه لا يباشر شيئًا مِنَ الحائض قطُّ، وهو قولٌ شاذٌّ منكرٌ مردودٌ بالأحاديث الصَّحيحة المذكورة(4) في «الصَّحيحين» وغيرهما في مباشرة النَّبيِّ صلعم فوق الإزار. انتهى.


[1] بذل المجهود2/292
[2] بدائع الصنائع:3/198 وفيه كالْمُودِع إذا قال رددت الوديعة
[3] في (المطبوع): ((وحُكي)).
[4] في (المطبوع): ((المذكور)).