التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به

          3485- قوله: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه بالشين المُعْجَمَة، وتَقَدَّمَ الكلام على مَن يقال له: (بُسْر) بالمُهْمَلَة [خ¦466]، و(عَبْد اللهِ) بعده: هو ابنُ المبارك، و(يُونُسُ): تَقَدَّمَ أنَّه ابنُ يزيدَ الأيليُّ، و(الزُّهْرِيُّ): تَقَدَّمَ أنَّه مُحَمَّدُ بنُ مسلم ابن شهاب.
          قوله: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ): هذا الرجل لا أعرفه، ومقتضى إيراد البُخاريِّ له في هذا الباب أن يكون من بني إسرائيل، ثُمَّ رأيت شيخنا قال: (وزعم بعضهم أنَّ هذا الرجل قارون)، انتهى، وقال ابن شيخنا البُلْقينيِّ عن السُّهَيليِّ في «مبهمات القرآن» في (الصافَّات): (إنَّه الهَيْزَنُ، رجل من أعراب فارس)، قال: (وفي «صحاح الجوهريِّ»: أنَّه قارون)، انتهى، وسأذكره مُطَوَّلًا في (اللِّباس) إن شاء الله تعالى [خ¦5789]، وإذا كان قارون؛ فقد تَقَدَّمَ أنَّه ابن عم موسى◙ أو ابن أخته، وهو من بني إسرائيل [خ¦3411]، وكذا قال بعض حُفَّاظ العَصْرِ: (إنَّ أبا بكر الكلاباذيَّ ذكر في «معاني الأخبار»: أنَّه قارون، وكذا هو في «صحاح الجوهريِّ»)، ثُمَّ ذكر كلام السُّهَيليِّ.
          قوله: (مِنَ الْخُيَلَاءِ): تَقَدَّمَ أنَّها التكبُّر واستحقار الناس [خ¦3301].
          قوله: (فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ): هو بجيمين، كذا للكافَّة، ورواه بعضهم بخاءين معجمتين، قال ابن قرقول: (والأوَّل أصحُّ وأعرف، والتجلجل؛ بالجيم: السُّؤُوخ في الأرض مع حركةٍ واضطرابٍ، قاله الخليل، قال الأصمعيُّ: هو الذهاب بالشيء والمجيء به، وأصله التردُّد، ومنه: تَجَلْجَلَ في كلامه وتَلَجْلَجَ؛ إذا تردَّد، فأمَّا «يَتَخَلْخَل» _بخاءين معجمتين كما تَقَدَّمَ_؛ فبعيدٌ هنا إلَّا أنْ يكون مِن قولهم: خَلْخَلْتُ العظمَ؛ إذا أخذتَ ما عليه مِنَ اللَّحم، أو مِنَ التَّخَلُّل والتَّداخل خلال الأرض، قال القاضي: وقد رويناه في غير هذين الكتابين: «يتحلحل»؛ بحاءين مهملتين).
          قوله: (تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ): الضمير في (تابعه) يعود على يونسَ، و(عبد الرَّحْمَن بن خالد) هذا: هو ابن خالد بن مسافر، أميرُ مِصْرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وعنه: مولاه اللَّيثُ ابنُ سعدٍ ويحيى بنُ أيُّوبَ، تُوُفِّيَ سنة ░127هـ▒، أخرج له البُخاريُّ، ومسلمٌ، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسائيُّ، قال المِزِّيُّ: (لَمْ يروِ مسلمٌ لابن خالد بن مسافر في الأصول، إنَّمَا أخرج له في الشواهد)، فقال في (الحدود): (ورَوى الليثُ بنُ سعدٍ عَنِ ابنِ مسافرٍ...)، وهذا منقطعٌ، قال ابنُ مَعِين: (كان عنده عن الزُّهْرِيِّ كتابٌ فيه مئتا حديثٍ أو ثلاث مئة حديثٍ، كان اللَّيث يحدِّث بها عنه)، وقال النَّسائيُّ: (ليس به بأسٌ)، قال ابنُ يونس: وُلِّيَ مصر سنة ثماني عشرة، وعُزِل سنة تسعَ عشرةَ، وكان ثبتًا في الحديث، ومتابعةُ عبدِ الرَّحْمَن أخرجها البُخاريُّ في (اللِّباس) عن سعيد ابن عُفَير، عن اللَّيث، عن عبد الرَّحْمَن به، قال: (ولم يرفعه شعيبٌ عن الزُّهْرِيِّ) [خ¦5790]، والله أعلم.