التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا}

          قوله: ({وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا}[الأعراف:73]): قال الثعلبيُّ: (هو صالح بن عبد(1) بن أسيف ابن ماشج بن عبيد بن جاذر بن ثمود بن عاد بن عوص بن إرَم(2) بن سام بن نوح، قال أبو عمرو بن العلاء: سُمِّيَت ثمودُ لقلَّة مائها، والثَّمَـْد: الماء القليل، وكانت مساكن ثمود الحِجْر بين الحجاز والشام، وكانوا عربًا، وكان صالحٌ من أفضلهم نسبًا، فبعثه الله إليهم وهو شابٌّ)، كذا قال، وفيه نظرٌ، ولم يُنبَّأ أحدٌ من الأنبياء إلَّا بعد الأربعين، رجع إلى الأوَّل: (فدعاهم حتَّى شمط، ولم يتَّبعه منهم إلَّا قليل مستضعفون، فلمَّا طال دعاؤه إيَّاهم؛ اقترحوا أن يُخرِج لهم الناقةَ آيةً؛ فكان من أمرها وأمرهم ما ذكره الله في كتابه، قال: قالوا: وكان عَقْرُ الناقة يوم الأربعاء، وانتقل صالحٌ بعد هلاك قومه إلى الشام بمَن أسلم معه، فنزلوا رَمْلَة فلسطين، ثُمَّ انتقل إلى مكَّة، فتُوُفِّيَ صالحٌ بها وهو ابن ثمانٍ وخمسين سنةً، وكان أقام في قومه عشرين سنةً، والله أعلم)، وقوله: (أقام في قومه عشرين سنة): فيه النظر الذي ذكرتُه قريبًا.
          قوله: (وَأَمَّا {حَرْثٌ حِجْرٌ}[الأنعام:138]: حَرَامٌ): هو بكسر الحاء، وكذا كلُّ ممنوعٍ، وكذا: (وَالْحِجْرُ: كُلُّ بِنَاءٍ)، وكذا (فَهُوَ حِجْرٌ)، وكذا: (لِلْعَقْلِ: حِجْرٌ)، ولم يُذكَر بالفتح إلَّا (حَجْرُ الْيَمَامَةِ) المنزلُ؛ فهذا بالفتح لا غير، وهو بفتح الحاء، وإسكان الجيم، يُذكَّر ويُؤنَّث، وهو قصبة اليمامة، وقيل: موضع سوقها، قال شيخنا: (وضُبِط عند أبي الحسن: «حُجْرُ الْيَمَامَةِ» بالضَّمِّ، وبالفتح عند أبي ذرٍّ، وهو الصواب)، انتهى.
          قوله: (حِجْرٌ وَحِجًى): (حِجَى)؛ بكسر الحاء، وفتح الجيم من غير تنوين: العقل، وهو في أصلنا مُنَوَّن، قال ابن قرقول: (في «كتاب الأنبياء»: «ويقال للعقل: حِجْر وحِجى» كذا لهم، وللأصيليِّ: «وحِجَن» مكان «حِجى»، وهو وَهَمٌ، وفي آخر «سورة الأنعام» [خ¦4635] للنَّسَفيِّ مثلُه)، انتهى.


[1] في (ب): (عبد الله)، وفي «العرائس» و«تهذيب الأسماء واللغات»: (عبيد).
[2] في (ب): (آدم).