التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: قوله تعالى: {إذ قالت الملائكة يا مريم}

          قوله: ({الْمَسِيحُ}[آل عمران:45]: الصِّدِّيقُ): قال شيخنا مجد الدين الفِيرُوزَابَاذِيُّ في «قاموسه»: (والمَسِيح عيسى صلعم؛ لبَرَكَته(1)، وذكرت في اشتقاقه خمسين قولًا في شرحي لـ«مشارق الأنوار» وغيره)، انتهى، و{الْمَسِيحُ}: الممسوح بالبركة أو بالدُّهْنِ، وقيل: الصِّدِّيق، أو لأنَّه كان يَمسح المريضَ فيبرأ، أو مسحه جبريل فحال بينه وبين الشيطان، أو كان أمسحَ القدمين لا أخمص له.
          قوله: (وَالأَكْمَهُ: يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ، وَلَا يُبْصِرُ بِاللَّيْلِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: مَنْ يُولَدُ أَعْمَى): هذا الذي فسَّر به (الأكمه) في القول الأوَّل إنَّما هو تفسيرٌ لـ(الأعشى)، وأمَّا (الكَمَه)؛ فهو العمى، و(الأكمه): الأعمى، أو مَن يُولَد أعمى، وهو القول الثاني، أو مَن عَميَ بعد الولادة، ويُقال: إنَّه الأعمى، وقد رأيت السُّهَيليَّ ذكر في (غزوة بني قريظة) من «روضه»: («الكمه» وهو العمى، والأظهر في «الأكمه»: أنَّه الذي يُولَد أعمى، وقد قيل فيه: إنَّه الذي لا يُبصر باللَّيل شيئًا، ذكر هذا القولَ البُخاريُّ في «التفسير»)، انتهى، ولم أرَ أنا هذا القول إلَّا في «البُخاريِّ»، والله أعلم. /


[1] في (ب): (عيسى ◙ وبركته).