التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول الله عز وجل: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه}

          قوله: (بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى:{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}[نوح:1]): (نوحٌ) النَّبيُّ صلعم(1) اسمُه أعجميٌّ، والمشهورُ صرفُه، وقيل: يجوز صرفُه وعدمُه، والآيات(2) والأحاديث في ذِكْرِه والثناء عليه معلومةٌ، وهو نوحُ بن لَمْك بن مَتُّوشَلَخ بن أخنُوخ بن يَرْد بن مهلائيل بن قَيْنان بن أنوش بن شيث ابن آدم، أرسله الله إلى ولد قابيل ومَن تابعهم من ولد شيث، عاش صلعم ألفَ سنةٍ، وأحوالُه مشهورةٌ، واسمه عبد الغفَّار، قاله السُّهَيليُّ، وقيل: يسكن(3)، وقيل: يشكر(4)، وأمُّه اسمها سمحاء بنت أنوش، وسيأتي أيضًا في النسب الشريف إن شاء الله تعالى [خ¦63/28-5753].
          قوله: ({بَادِيَ الرَّأْيِ}[هود:27]: مَا ظَهَرَ لَنَا): {بَادِيَ} هنا(5): بغير همزٍ، مفتوح الياء؛ لتتَّفق القراءة(6) مع التفسير، وفي {بَادِيَ} قراءتان؛ قرأ أبو عمرو بهمزة مفتوحة بعد الدال، والباقون بياء مفتوحة، والتفسير المذكور هنا على قراءة الباقين، لا على قراءة أبي عمرٍو، وهذا ظاهِرٌ.
          قوله: ({أَقْلِعِي}[هود:44]: أَمْسِكِي): هما بقطع الهمزة، وهذا ظاهِرٌ.
          قوله: ({الْجُودِيِّ}[هود:44]: جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ): يعني: جزيرة ابن عمر من ناحية المَوْصِل، وجزيرة ابن عمر منسوبةٌ إلى الرئيس عبد العزيز بن عمر البرقعيديِّ الذي بناها، قاله ابن خَلِّكان، وذكر ابن المستوفي مؤرِّخ إربل: أنَّ الذي أنشأها أوس وكامل ابنا عُمر بن أوس التغلبيِّ، وقيل: هي منسوبة إلى أمير العراق يوسفَ بنِ عُمرَ الثقفيِّ، قاله الذَّهَبيُّ في «طبقات الحُفَّاظ» في ترجمة ابن الأثير، والله أعلم.
          تنبيهٌ: قال شيخنا مجد الدين في «قاموسه»: (والجوديُّ: جبلٌ بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح ◙، وجبلٌ بِأَجَأَ)، انتهى.


[1] في (ب): (◙).
[2] (والآيات): ليس في (ب).
[3] كذا هنا، وقال ابن الجوزيِّ في «زاد المسير» ░1/274▒ والقرطبيُّ في «الجامع لأحكام القرآن» ░16/347▒: (كان اسم نوح السكن)، وقال الثعلبيُّ في «الكشف والبيان» ░10/47▒: (قال مقاتل: نوح بالسريانيَّة: الساكن)، وفي (ب): (يشكر).
[4] انظر «تفسير النيسابوريِّ؛ غرائب القرآن» ░3/265▒، وفي (ب): (يسكن).
[5] في (ب): (هنا {بَادِيَ}).
[6] في (ب): (اتَّفق القُرَّاء).