التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: {واذكر في الكتاب موسى}

          (بَابُ {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى}[مريم:51])... إلى (بَاب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ}[مريم:16]).
          موسى بن عمران: هو نبيُّ الله، ورسوله، وصَفِيُّه، وكليمه، ذكره الله تعالى(1) في كتابه في آياتٍ، وجاء في فضله أحاديثُ صحيحةٌ، قال الثعلبيُّ في «عرائسه»: (هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارَح(2))، وبقيَّة نسبه تأتي في النسب الشريف [خ¦63/28-5753].
          وكان عُمر عِمران لمَّا تُوُفِّيَ مئةً وسبعًا وثلاثين سنةً، قال أهل التواريخ: لمَّا مات الريَّان بن الوليد _وهو فرعون مصر الأوَّل، صاحب يوسف الذي ولَّاه خزائن الأرض، وأسلم على يديه_؛ مَلَك بعدَه جبَّارٌ، وأبى أن يُسلِم، ثُمَّ مات، فمَلَك بعده جبَّارٌ آخرُ، وتُوُفِّيَ يوسف، وأقامت بنو إسرائيل بمصر، وقد كثروا، ونشأ لهم ذريَّة، وهم تحت أيدي العمالقة، وهم على بقايا من دينهم الذي كان يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم شرعوه لهم، متمسِّكين به، حتَّى كان فرعونُ موسى، بعثه الله إليه، ولم يكن في الفراعنة أعتى منه، ولا أقسى قلبًا منه، ولا أطولُ عمرًا في المِلْك منه، ولا أسوأُ مَلَكَةً لبني إسرائيل، وكان يعذِّبهم، ويستعبدهم، وجعلهم(3) خدمًا وخَوَلًا، وعاش فيهم أربع مئة سنةٍ، ولمَّا وُلِد موسى؛ جرى له مع فرعون ما أخبر الله به في كتابه، فلمَّا كَبِر؛ قَتل القِبطيَّ، ثُمَّ خرج خائفًا يترقَّب، فلمَّا ورد ماء مدين؛ جرى له هناك مع شعيب وتزوُّجِ ابنته ما أخبر الله تعالى به، فلمَّا قضى موسى الأجلَ، وهو أكمل الأجلين؛ عشر سنين _كما ثبت عن ابن عَبَّاس، [كما] تَقَدَّمَ، وذكرت هناك مَن قال: أقلَّهما [خ¦2684]_؛ سار بأهله، فجرى له ما أخبر الله تعالى في كتابه، قال المفسِّرون في قول الله(4) تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}[الإسراء:101] قال: هي العصا، واليد البيضاء، والطُّوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدَّمُ، والطَّمْسة، وفلقُ البحر.
          قال الثعلبيُّ: (كان عُمر موسى صلعم حين تُوُفِّيَ مئةً وعشرين سنةً).


[1] في (ب): (سبحانه وتعالى).
[2] في (ب): (تارخ).
[3] في (ب): (ويجعلهم).
[4] في (ب): (في قوله).