التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث أبي مسعود: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة

          3483- قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ يُونُسَ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه أحمدُ بن عبد الله بن يونس، وتَقَدَّمَ مُتَرْجَمًا [خ¦702]، و(زُهَيْر): تَقَدَّمَ أنَّه ابنُ معاوية بن حُدَيج، أبو خيثمةَ الحافظُ، و(مَنْصُورٌ): تَقَدَّمَ أنَّه ابن المُعْتَمِر، و(رِبْعِيُّ بْن حِرَاشٍ): تَقَدَّمَ ضبطُ (رِبْعِيٍّ)، وأنَّ (حِرَاشًا) بالحاء المُهْمَلَة المكسورة [خ¦106]، وتَقَدَّمَ [خ¦55] (أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ): أنَّه عقبة بن عَمرٍو الأنصاريُّ البدريُّ، وأنَّ الصحيحَ أنَّه لَمْ يشهدها، وإنَّما كان ينزلها فنُسِب إليها، وقد عدَّه البُخاريُّ فيهم، وسيأتي تعقُّبه [خ¦4006]. /
          قوله: (مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ): كذا هنا، وفي بعض طرقه في «الصحيح»: (الأولى) [خ¦6120]، قال الخَطَّابيُّ: (إنَّ الحياء لَمْ يزل أمره واستعماله واجبًا منذ زمان النبوَّة الأولى، وإنَّه ما مِن نبيٍّ إلَّا وقد ندب إلى الحياء وبُعِث عليه، وإنَّه لَمْ يُنسَخ فيما نُسِخ مِن شرائعهم؛ لأنَّه أمرٌ قد عُلِم صوابه، وبان فضله، واتَّفق العقول على حسنه، وما كان هذا صفتَه؛ لَمْ يجز عليه النسخ والتبديل).
          قوله: (فَافْعَلْ مَا شِئْتَ): قال الخَطَّابيُّ في «معالمه»: (فيه ثلاثة أقوال؛ أحدها: أنَّ معناه معنى الخبر وإنْ كان لفظه لفظ الأمر، كأنَّه يقول: إذا لَمْ يمنعْكَ الحياءُ؛ فعلتَ ما شئتَ؛ أي: ما تدعوكَ إليه نفسُكَ مِن القبيح، وإلى نحو هذا ذهب أبو عبيد، وقال ثعلب: معناه: الوعيد؛ كقوله: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}[فصلت:40]، وقال أبو إسحاق المروزيُّ فقيه الشَّافِعيَّة: معناه: أن تنظر؛ فإنْ كان الشيء الذي تريد أن تفعله ممَّا لا يُستحيا(1) منه؛ فافعله...) إلى آخر كلام الخَطَّابيِّ عنه.
          وقال ابن الأثير: (فيه تأويلان؛ أحدهما ظاهر وهو المشهور: إذا لَمْ تستحي من العيب ولم تخشَ العارَ ممَّا تفعله؛ فافعل ما تُحَدِّثك به نفسك من أغراضها، حسنًا كان أو قبيحًا، ولفظه أمرٌ، ومعناه توبيخٌ وتهديدٌ...) إلى آخر كلامه، (والثاني: أن يحمل الأمر على بابه، يقول: إذا كنتَ في فِعْلِك آمنًا أن تستحييَ منه؛ لجريك فيه عَلى سَنَن الصواب، وليس من الأفعال التي يُستحيا منها؛ فاصنع منها ما شئت)، انتهى(2).
          وقال النَّوويُّ في الكلام على «أربعينه» في آخرها: معناه كذا وكذا...؛ فذكر نحو كلام أبي إسحاق المروزيِّ.
          وذكر شيخنا فيه أقوالًا؛ منها ثلاثةٌ تَقَدَّمَت، والرابع: لا يمنعك الحياء من فعل الخير، والخامس: أنَّه على طريق المبالغة في الذمِّ؛ أي: تركُك الحياءَ أعظمُ ممَّا تفعله، انتهى.


[1] في (ب): (يستحى).
[2] (انتهى): ليس في (ب)، وانظر «النهاية» ░1/470▒ مادَّة (حيا).