التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول الله تعالى:{وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله}
  
              

          قوله: ({وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً}): قال ابنُ هشام: هودٌ: اسمه عابر _وقيل: عيبر_ ابن أرفخشذ _ويقال: الفخشذ_ ابن سام بن نوح، وقال قتادةُ _فيما ذكره عَبْد بن حُمَيدٍ_: كانت عاد أحياء باليمن أهل رملٍ مشرفين على البحر بأرض يقال لها: الشحر، وقال ابن قُتَيْبَة [عن وهْبٍ]: هود هو [ابن] عبدِ الله بن رياح بن محارب بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وكان أشبهَ ولد آدم بآدم خلا يوسف، وكانت عاد ثلاثَ عشرةَ قبيلةً ينزلون الرمل، وبلادهم أخصب بلاد، وبلادهم بالدَّوِّ والدهناء وعالج ويَبْرين ووبار وعُمَان إلى حضرموت إلى اليمن، فلمَّا سخط الله عليهم؛ جعلها مفاوزَ وغيطانًا، فلمَّا هلكوا؛ لحق هود بمكَّة حتى تُوُفِّيَ بها، نقله شيخُنا.
          قوله: ({إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ}[الأحقاف:21]): (الأحقاف) في اللغة: جمع (حِقْفٍ)؛ وهو المعوجُّ من الرمل، ويُجمَع أيضًا على (حِقاف)، و(الأحقاف): ديار عاد، وقال بعضهم: (الأحقاف): جمع (حِقْفٍ)، وقيل: جمع (حِقاف) الذي هو جمع (حِقْف)؛ وهو ما اعوجَّ من الرمل وعَظُم كهيئة الجبال، وهي منازلهم برمالٍ مشرفة بالشِّحْر من اليمن، وقيل: جبال بالشام، وقيل: وادٍ بين عُمَان ومَهَرة، وقيل: بين عُمَان وحضرموت، وعن عليٍّ ☺: شرُّ واديَيْن [في] الناس: وادي الأحقاف ووادٍ بحضرموت يُدعَى بُرْهُوت، تُلقَى فيه أرواح الكفَّار، وخيرُ وادٍ بمكَّة، ووادٍ نزل به آدم ◙ بأرض الهند.
          قوله: (فِيهِ: عَنْ عَطَاءٍ وَسُلَيْمَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم): أمَّا حديث عطاء _وهو ابن أبي رَباح المَكِّيُّ_ عن عائشة؛ فسبق في (بَدء الخلق) مسندًا: (كان النَّبيُّ صلعم إذا رأى مَخِيلةً في السماء...)؛ الحديث [خ¦3206]، وأمَّا حديثُ سليمانَ _وهو ابن يسار_ عن عائشةَ؛ هو ما يذكره في (تفسير سورة الأحقاف) مسندًا(1) عنه عنها [خ¦4829]، وفي (الأدب) أيضًا [خ¦6092]، لكن لا يذكر الريح وعاد، بل أصل الحديث، والله أعلم.

[1] (مسندًا): ليس في (ب).