التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: الأرواح جنود مجندة

          قوله: (بَابٌ الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، [فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا؛ ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا؛ اخْتَلَفَ]): أي: جموع مجتَمِعة، وقيل: أجناسٌ مختلفةٌ، قاله ابن قرقول، وفي «النهاية»: («مُجَنَّدة»؛ أي: مجموعةٌ؛ كما يقال: ألوفٌ مُؤَلَّفةٌ، وقناطيرُ مُقَنْطَرَةٌ؛ ومعناه: الإخبار عن مبدأ كون الأرواح وتقدُّمِها الأجسادَ؛ أي: أنَّها خُلِقَت أوَّلَ خَلْقِها على قسمين مِن ائتلافٍ واختلافٍ؛ كالجنود المجموعة إذا تقابلت وتواجهت؛ ومعنى تقابل الأرواح: ما جعلها [الله] عليه من السعادة والشقاوة والأخلاق في مبدأ الخلق، يقول: إنَّ الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا، فتأتلف وتختلف على حسب ما خُلِقَت عليه؛ ولهذا ترى الخيِّر يحبُّ الأخيار ويميلُ إليهم، والشِّرِّير يحبُّ الأشرار ويميلُ إليهم).