التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبورًا}

          قوله: ({وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}[النساء:163]): مذكور في آياتٍ وأحاديثَ، وهو داود، كنيته أبو سليمان، واسم والده: إِيْشا؛ بهمزة مكسورة، ثُمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، / ثُمَّ شين معجمة، قال الثعلبيُّ في «عرائسه»: (هو داود بن إِيْشَا بن عَوبَد بن باعَز بن سلمون بن نحشون بن عمي نادب(1) بن رام بن حضرون(2) بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم)، قال الثعلبيُّ: (قال العلماء: لمَّا استُشهِد طالوت؛ أعطت بنو إسرائيل داودَ خزائنَ طالوتَ، وملَّكوه على أنفسهم، وذلك بعد قتلِ جالوتَ بسبعِ سنين(3)، ولم يجتمع بنو إسرائيل على مَلِك إلَّا داود)، قال: (وقال كعبٌ ووهب بن مُنَبِّه: كان داود أحمرَ اللونِ، سبطَ الرأسِ، أبيضَ الجسمِ، طويلَ اللِّحية فيها جعودة، حسنَ الصوتِ والخَلْقِ، طاهرَ القلبِ)، قال: (وممَّا أعطاه الله تعالى من الفضائل؛ منها: الزَّبور، وحُسْنُ الصوت، فلم يُعطَ أحدٌ مثلَ صوته، وحكى من آثار صوته أشياءَ عجيبةً، ومنها: تسخير الجبال والطير للتسبيح، ومنها: الحكمة وفصل الخطاب، فالحكمة: الإصابة في الأمور، وفصل الخطاب: قيل: معرفة الأحكام أو إتقانُها أو تسهيلها(4) _وهنا فسَّر فصل(5) الخطاب عن مجاهد: الفهم في القضاء [خ¦60/39-5250]، وهو قريبٌ ممَّا ذكرته_ وقيل: بيان الكلام، وقيل: قوله: «أمَّا بعد»، ومنها: الشهود والأَيمان، ومنها: السلسلة المشهورة، ومنها: القوَّة في العبادة والمجاهدة، ومنها: قوَّة المِلْكِ وتمكينه، ومنها: قوَّة بدنه، ومنها: إلانة الحديد)، قال أهل التاريخ: (كان عمر داود مئةَ سنةٍ، مدَّة ملكه منها أربعون سنةً صلعم)(6).
          قوله: (وَالْحَلَقِ): هو بفتح الحاء واللام، جمع (حَلْقة)؛ بالإسكان على غير قياس، وقال الأصمعيُّ: والجمع: حِلَق؛ مثل: (بَدْرَة وبِدَر)، و(قَصْعَة وقِصَع)، وحكى أبو عمرو بن العلاء: (حَلَقة) في الواحد بالتحريك، والجمع: حَلَق وحَلَقات، وقال ثعلب: كلُّهم يجيزه على ضعفه، وقد تَقَدَّمَ [خ¦8/84-782].
          قوله: (لَا تُدِقَّ الْمِسْمَارَ): (تُدِقَّ): بضَمِّ التاء المُثَنَّاة فوق في أوَّله، وكسر الدال المُهْمَلَة، والقاف مُشَدَّدة، ويجوز في القاف الفتح، ويجوز فيه الكسر؛ لالتقاء الساكنين، وفي رواية: بالراء عوض الدال، وبالراء عند الأصيليِّ.
          قوله: (فَيَتَسَلْسَلَ): قال الدِّمْيَاطيُّ: (وصوابه(7): فيَسْلَسَ) انتهى، قال ابن قرقول: («لا تُدِقَّ المسامير فتَسْلَس»: كذا عند الأصيليِّ، ومعناه: تخرج من الثقب برفقٍ ولينٍ، أو تتحرَّك لدقَّتها(8) حتَّى يلين خروجها، وعند غيره: «فيتسلسل»، والسَّلسَال: اللَّيِّن، والسِّلسلة: اللَّيِّن، وقيل في العين السلسبيل: سَلِسة سهلة في الحلق، وأصل السلسلة: الاتِّصال)، انتهى.


[1] في (ب): (يارث).
[2] في (أ): (خضرون)، وكذا في «العرائس»، والمثبت من (ب) موافق لما في «تهذيب الأسماء»، وكذا ضبطه الحافظ في «الفتح» ░6/523▒ فقال: (حضرون؛ بمهملة ثمَّ معجمة).
[3] (سنين): ليس في (ب).
[4] في (ب): (وإتقانها وتسهيلها).
[5] (فصل): سقط من (ب).
[6] في (ب): (◙)، انظر «العرائس» (ص400▒، وانظر «تهذيب الأسماء واللغات» ░1/437_441▒ ░153▒.
[7] (وصوابه): سقط من (ب).
[8] (لدقتها): سقط من (ب).