التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب}

          قوله: ({وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ}[ص:30]): تَقَدَّمَ نسبُه في والده صلَّى الله عليهما وسلَّم(1) [خ¦60/37-5244]، ذَكَرَه الله تعالى في آياتٍ من كتابه، وأثنى عليه، وجاء في فضله أحاديثُ، قال الثعلبيُّ في «عرائسه» في قول الله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}[النمل:16]: (أي: نبوَّته وعلمه وحكمته، دون سائر أولاد داود)، قال: (وكان لداود اثنا عشر ابنًا، وكان سليمانُ مَلَكَ الشام إلى إصطخر، وقيل: مَلَكَ الأرض، وقد رُويَ عن ابن عَبَّاس: ملَكَ الأرضَ مؤمنان: سليمان وذو القرنين، وكافران: نمرود وبُختَنصَّر، قال كعبٌ ووهبٌ: كان سليمان أبيضَ جسيمًا وسيمًا وضيئًا جميلًا خاشعًا متواضعًا، يلبس الثياب البيض، ويجالس المساكين، ويقول: مِسكينٌ جَالَسَ مِسكينًا، وكان أبوه يشاوره في كثير من أموره مع صِغَر سنِّه؛ لوفور عقله وعلمه)، قال: (وكان سليمان حين مَلَكَ كثيرَ الغزو، لا يكاد يتركه، فتحمله الريح هو وعسكره ودوابُّهم حيث أراد(2)، وتمرُّ به وبعسكره الريحُ على المزرعة فلا يتحرَّك الزرع)، قال: (وقال مُحَمَّد بن كعب القُرَظِيُّ: بلغَنا أنَّ عسكرَ سليمانَ كان مئةَ فرسخ؛ خمسةٌ وعشرون للإنس، ومثلُها للجنِّ، ومثلُها للطير، ومثلُها للوحش)، قال: (قال أهل التاريخ: كان عمر سليمان ثلاثًا وخمسين سنةً، ومَلَكَ وهو ابن ثلاثَ عشرةَ سنةً، وابتدأ ببناء بيت المقدس بعد ابتداء مِلْكِه بأربع سنين(3)).
          قوله: (قَالَ مُجَاهِدٌ: بُنْيَان مَا دُونَ الْقُصُورِ {وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ}[سبأ:13]: كَالْحِيَاضِ لِلإِبِلِ): ترك الإمام البُخاريُّ الكلام على (التماثيل)، وكلامُ المفسِّرين فيها معروفٌ، فإن أردته؛ فانظره.
          قوله: ({الْأَصْفَادِ}[ص:38]: الْوَِثَاقُ): هو بفتح الواو وكسرها؛ لُغَتان.


[1] في (ب): (◙).
[2] في (ب): (أرادوا).
[3] (سنين): سقط من (ب).