التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول الله عز وجل: {وهل أتاك حديث موسى*إذ رأى نارًا}

          قوله: ({بِمَلْكِنَا}[طه:87]: بِأَمْرِنَا): (مَلْكِنَا): فيها ثلاث قراءاتٍ: كسر الميم، وفتحها، وضمُّها، فقرأ نافع وعاصم بفتح الميم(1)، وقرأ حمزة والكسائيُّ بضَمِّ الميم، وقرأ الباقون بكسرها، قال بعض المفسِّرين: ({بِمَلْكِنَا} _يعني: بضَمِّ الميم_: سلطانِنا، قال: وبالكسر: قدرتنا، وبالفتح: أي: بأنْ ملكنا الصوابَ، أو لم نملك(2) أنفسَنا، أو لم نملك منع السفهاء، أقرُّوا(3) على أنفسهم بالخطأ، وقالوا: لم نُطِق حمل أنفسنا على الصواب، ولم نملك أمرنا)، انتهى، والذي يُقرَأ من هذه القراءات هنا كسرُ الميم؛ لأجل التفسير الذي ذكره البُخاريُّ، والله أعلم.
          قوله: ({هَوَى}[طه:81]: شَقِيَ): {هَوَى}: بفتح الهاء والواو، وعادتي أنِّي لا أضبط التلاوة، وضَبْطُ هذه زيادةٌ في الإيضاح، و(شَقِيَ): بكسر القاف، وفتح الشين، وفي لغةٍ: كلُّ (فَعِل) يجوز فيه (فَعَل).
          قوله: (وَيُقَالُ: مُغِيثًا أَوْ مُعِينًا): الأُولى: بالغين المُعْجَمَة، وبالثاء المُثَلَّثَة، والثانية: بالعين المُهْمَلَة، والنون(4)، وهذا ظاهِرٌ.
          قوله: ({يَبْطِشَ} وَ {يَبْطِشَ}[القصص:19]): يعني: بالضَّمِّ والكسر، وهذا ظاهِرٌ أيضًا.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلَّمَا لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ): (غيره): هو أبو عبيدة في «المجاز».
          قوله: (أَوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ أَوْ فَأْفَأَةٌ): (الفأفأة): بهمزتين؛ الأولى ساكنة، والثانية مفتوحة، والفأفاءُ: الذي تغلب على لسانه الفاء ويردِّدها، و(التمتمة): ثِقَل النطق بالتاء المُثَنَّاة فوق، وقال ابن دريد: (الفأفأة: حُبسة اللسان)، ورجل فأفاء؛ يُمَدُّ ويُقصَر.
          قوله: (الضُّحَى: الحَرُّ)، كذا هو في أصلنا بضَمِّ الضاد مقصورٌ، وبخطِّ الشيخ أبي جعفر الأندلسيِّ في نسخته كذلك، وقد ضبب(5) عليه، وعمل في الهامش: (الضَّحَاء)؛ ممدودًا بالقلم، فعلى ما ضَبَطه [ينبغي] أن يكون بفتح الضاد، وفيما ضَبَطَه الشيخ أبو جعفرٍ نظرٌ، و(الضُّحى) المذكور في القرآن في (سورة طه) بالقصر وضمِّ الضاد، وليس في القرآن ممدودًا في السبعة ولا في العشرة، ولم أرَ في الشواذِّ أيضًا شيئًا، والله أعلم.
          قوله: (اتَّبِعِي أَثَرَهُ): تَقَدَّمَ أنَّه بفتح الهمزة والثاء، وبكسر الهمزة وإسكان الثاء، وتَقَدَّمَ(6) ما قاله شيخنا [خ¦278].
          قوله: ({مَكَانًا سُوًى}[طه:58]: مَنْصَفٌ): هو بفتح الميم والصاد، كذا هو في أصلنا بالقلم في (سورة طه) [خ¦65-6905]، وأمَّا هنا؛ فكانت مدلَّسة، وضبطتها أنا على ذلك، وبخطِّ الشيخ أبي جعفرٍ بكسر الصاد، انتهى، ومعناه: متوسِّطًا، يُقال: مكانٌ سِوًى؛ بكسر السين، وضمَّها عاصمٌ، وابن عامر، وحمزة، انتهى، ويُقال أيضًا: مكانٌ سواءٌ؛ أي: متوسِّط بين المكانَين، و(المَنْصَف)؛ بالفتح: نصف الطريق، انتهى، وكذا هو مضبوطٌ في نسخةٍ صحيحةٍ.
          قوله: (أَخْطَأَ الرَّبَّ): (الرَّبَّ): مَنْصُوبٌ مفعولٌ؛ أي: يقول اليهود: إنَّ السَّامريَّ أخطأ الرَّبَّ؛ كونَه عَبَدَ العِجْل، فلم يصب في عبوديَّته(7) الرَّبَّ.


[1] في (ب): (الهمزة)، والمثبت هو الصَّواب.
[2] في (ب): (نحلل).
[3] في (أ): (أقرا)، وفي (ب): (أتوا)، والمثبت من المصادر.
[4] في (ب): (وبالنون).
[5] في (ب): (ضببت).
[6] في (ب): (وقد تَقَدَّمَ).
[7] في (ب): (عبودية).