التلقيح لفهم قارئ الصحيح

{وإلى مدين أخاهم شعيبًا}

          قوله: ({وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}[الأعراف:85]...) إلى أن قال: (إلى أَهْلِ مَدْيَنَ...) إلى آخره: قال شيخنا: (فيه نظرٌ، فقد ذكر أهل التاريخ أنَّ «مدين» المذكور في الآية هو ابن إبراهيم، وشعيب: هو ابن صيفون _ويقال: ابن ملكا_ ابن تويت بن مدين بن إبراهيم، وهو ظاهِرُ التلاوة)، انتهى، وقيل: شعيب بن ميكائيل بن يشجر بن مدين بن إبراهيم، وقال ابن قُتَيْبَة: (وجدَّةُ شعيبٍ بنتُ لوطٍ)، قال الثعلبيُّ: (كان يقال لشعيبٍ: خطيب الأنبياء)، وعمي في آخر عمره، قال قتادة: (بعثه الله رسولًا إلى أُمَّتين؛ مدين وأصحاب الأيكة)، وعن ابن عَبَّاس: أنَّ شعيبًا كان كثير الصلاة، قالوا: فلمَّا طال تمادي قومَه على كفرهم، وغيِّهم، وعنادهم بعد المعجزة، وكثرة المراجعة، وأَيِسَ من فلاحهم؛ دعا الله تعالى فقال: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}[الأعراف:89]، فأجاب الله دعاءه، وأهلكهم بالرجفة؛ وهي الزلزلة، {فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}[الأعراف:91]؛ أي: هَلْكَى، وأهلك أصحاب الأيكة بعذاب الظُّلَّة، قال السمعانيُّ: (وقبر شعيب ◙ في حطِّين؛ وهي قرية بساحل الشام)، وهذا الذي قاله السمعانيُّ في «الأنساب» مشهورٌ معروف، وعلى قبره بناءٌ، وعليه وقفٌ، ويقصده الناس من المواضع البعيدة للزيارة والتبرُّك صلعم. /
          قوله: (ظَهَرْتَ حَاجَتِي): كذا في أصلنا مضبوط بالقلم، وقد قال الجوهريُّ: (ظَهَر فلانٌ بحاجتي؛ إذا استخفَّ بها وجعلها بظَهْرٍ(1)، كأنَّه أزالها ولم يلتفت إليها، وجعلها ظِهْريَّةً؛ أي: خلف ظهره)، انتهى، فإذن في ضبط ما في أصلنا نظرٌ؛ لأنَّه جعله متعدِّيًا، والذي في «الصحاح» أنَّه لازم، ولكن قد رأيت في نسخةٍ عن نسخةِ الدِّمْيَاطيِّ: (ظَهَّرْتَ)؛ بتشديد الهاء، وهذا موافقٌ لما في «الصحاح»؛ إذ عدَّاه بالتضعيف.


[1] في (ب): (لظهر).