شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما يكره من الإطناب في المدح وليقل ما يعلم

          ░17▒ باب: مَا يُكْرَهُ مِنَ الإطْنَابِ في الْمَدْحِ وَلْيَقُلْ مَا يَعْلَمَهُ
          فيه: أَبُو مُوسَى: (سَمِعَ النَّبيُّ صلعم رَجُلا يُثْنِي على رَجُلٍ وَيُطْرِيهِ في مَدْحِهِ، فَقَالَ: أَهْلَكْتُمْ أَوْ قَطَعْتُمْ ظَهَرَ الرَّجُلِ). [خ¦2663]
          قال المُهَلَّب: وإنَّما قال هذا _والله أعلم_ لئلَّا يغترَّ الرجل بكثرة المدح، ويرى أنَّه عند الناس بتلك المنزلة، فيترك الازدياد من الخير ويجد الشيطان إليه سبيلًا، ويوهمه في نفسه حتَّى يضع التواضع لله ╡، وكان السلف يقولون: إذا أثني على أحدهم: اللَّهُمَّ اغفر لنا ما لا يعلمون واجعلنا خيرًا ممَّا يظنُّون. وقال يحيى بن معاذٍ: العاقل لا يدعه ما ستر الله عليه من عيوبه بأن يفرح بما أظهره من محاسنه.