عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الأقط
  
              

          ░16▒ (ص) بَابُ الأَقِطِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ يُذكَر فيه (الأَقِط) وهو بفتح الهمزة وكسر القاف _وقد يسكَّن_ وفي آخره طاءٌ مُهْمَلةٌ، وفي «التوضيح»: الأقط: شيءٌ يُصنَع مِنَ اللَّبن، وذلك أن يُؤخَذ اللَّبن فيُطبَخ، فكلَّما طفا عليه مَن بياضِ اللبن شيءٌ جُمِع في إناءٍ، وهو مِن أطعمة العرب.
          قُلْت: ليس هو مخصوصًا بالعرب، بل في سائر البلدان الشماليَّة والترك الرحَّالة يعملون هذا، وقال / ابن الأثير: الأقط: لبنٌ مجفَّفٌ يابسٌ مستحجرٌ يُطبَخ به.
          قُلْت: لا يُطبَخ به إلَّا بعد أن يعركوه بالماء السخن في الأواني الخزف حَتَّى ينحلَّ ويصير كاللَّبن ثُمَّ يَطبخون به ما شاؤوا مِنَ الأطعمة التي يطبخونها باللَّبن.
          (ص) وَقَالَ حُمَيْدٌ: سَمِعْتُ أَنَسًا ☺ : بَنَى النَّبِيُّ صلعم بِصَفِيَّةَ، فَأَلْقَى التَّمْرَ وَالأَقِطَ وَالسَّمْنَ.
          (ش) (حُمَيْدٌ) هو ابن أبي حُمَيدٍ الطويل، وهذا التعليق تَقَدَّمَ موصولًا في (باب الخبز المرقَّق).
          (ص) وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو عَنْ أَنَسٍ: صَنَعَ النَّبِيُّ صلعم حَيْسًا.
          (ش) (عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو) بالفتح فيهما، مولى المطَّلب بن عبد الله المَخْزُومِيِّ، وهذا التعليق أيضًا قد مرَّ في الباب المذكور معلَّقًا، ومضى الكلام فيه هناك، و(الحَيْس) بفتح الحاء المُهْمَلة وسكون الياء آخر الحروف وبالسين المُهْمَلة، وهو الخلط مِنَ التمر والسَّمْن.