عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الشواء
  
              

          ░14▒ (ص) بَابُ الشِّوَاءِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان جواز أكل الشِّواء _بكسر الشين المُعْجَمة_ مِن شَويتُ اللَّحمَ شيًّا، والاسم: الشِّواء، والقطعة منه: شواةٌ.
          (ص) وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ}[هود:69] أَيْ: مَشْوِيٍّ.
          (ش) هذا في إبراهيم ◙ ، وهو الجائي بعجلٍ حنيذٍ، وقصَّته: أنَّ قوم لوطٍ عليه / السلام لمَّا فسدوا وطغوا وبغوا؛ دعا لوطٌ ربَّه بأن ينصره عليهم، فأرسل أربعةً مِنَ الملائكة _جبريل وميكائيل وإسرافيل ودردائيل_ لإهلاكهم وبشارة إبراهيم ◙ بالولد، فأقبلوا مُشاةً في صورة رجالٍ مُردٍ حِسانٍ حَتَّى نزلوا على إبراهيم ◙ ، وكان الضيف قد حُبِس عنه خمس عشرة ليلةً حَتَّى شقَّ ذلك عليه، وكان لا يأكل إلَّا مع الضيف مهما أمكنه، فلمَّا رآهم سُرَّ بهم، وقال: لا أَخْدَمَ هؤلاء إلَّا أنا، فخرج إلى أهله فجاء بعجلٍ حنيذٍ، وهو المشويُّ بالحجارة، «فعيل» بمعنى «مفعولٍ» مِن حنذتُ اللَّحمَ أحنذه حنذًا؛ إذا شويتَه بالحجارة المسخَّنة، واللحم حنيذٌ ومحنوذٌ.
          قوله: (أَيْ: مَشْوِيٍّ) كلمة (أي) لم تثبت إلَّا في رواية النَّسَفِيِّ، وفي رواية السرخسيِّ: <{حَنِيذٍ} مَشويٍّ> وليس فيه كلمة (أي).