عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

قول الله تعالى: {كلوا من طيبات ما رزقناكم}
  
              

          ░1▒ (ص) وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}... وَقَوْلِهِ: (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ) وَقَوْلِهِ: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}[المؤمنون:51]
          (ش) (وَقَولِ اللهِ) بالجرِّ عطفًا على (الأطعمة)، هذه مِن ثلاث آياتٍ:
          الأولى: قوله تعالى: ({مِنْ طَيِّباتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}) الأولى مِن قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[البقرة:172] قال المفسِّرون: أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالأكل مِن طيبات ما رزقهم الله تعالى، وأن يشكروه على ذلك إن كانوا عبيده، والأكل مِنَ الحلال سببٌ لتقبُّل الدعاء / والعبادة، كما أنَّ الأكل مِنَ الحرام يمنع قبول الدعاء والعبادة.
          الثانية: مِن قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}[البقرة:267] ووقع هنا: (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ) وهي رواية النَّسَفِيِّ، وفي أكثر الروايات: <{أَنْفِقُوا}> على وفق التلاوة، وقال ابن بَطَّالٍ: وقع في النُّسَخ: «كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ» وهو وهمٌ مِنَ الكاتب، وصوابه: {أَنْفِقُوا} كما في القرآن.
          والثالثة: مِن قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}[المؤمنون:51] المراد بـ({الطَّيِّبَاتِ}) الحلال.