عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: المؤمن يأكل في معى واحد
  
              

          ░12▒ (ص) بَابٌ: الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ.
          (ش) أي: هذا بابٌ يُذْكَر فيه: المؤمن يأكل في مِعًى واحدٍ، فلفظ (مِعًى) مقصورٌ بكسر الميم والتنوين، ويُجمع على (أمعاء) وهي المصارين، وتثنيته (مَعيان)، وقال أبو حاتمٍ: أنَّهُ مذكَّرٌ مقصورٌ، ولم أسمع أحدًا أنَّث المِعَى، وقد رواه مَن لا يوثق به، والهاء في (سَبْعَة) من الحديث تدلُّ على التذكير في الواحد، ولم أسمع (معًى واحدةً) ممَّن أثق به، وحكى القاضي عياضٌ عن أهل الطبِّ والتشريح: أنَّهم زعموا أنَّ أمعاء الإنسان سبعةٌ: المعدة ثُمَّ ثلاثة / أمعاءٍ بعدها متَّصلةٌ بها: البوَّاب والصائم والرقيق، وهي كلُّها رقاقٌ، ثُمَّ ثلاثةٌ غلاظٌ: الأعور والقولون والمستقيم، وطرفهُ الدُّبُر، وقد نظم شيخنا زين الدين ☼ الأمعاء السبعة ببيتين؛ وهما:
سَبْعَةُ أَمْعَاءٍ لِكُلِّ آدَمِي                     معدة بوَّابُها مع صائم
ثُمَّ الرَّقِيقُ أعور قولونُ مع                     المستقيم مسلكٌ للطاعم
          وقيل: أسماء الأمعاء السبعة: الاثنا عَشْرِي، والصائم، والقولون، واللفائفيُّ _بالفاءين، وقيل: بالقافين وبالنون_ والمستقيم، والأعور، والمؤمن يكفيه ملء أحدها، والكافر لا يكفيه إلَّا ملء كلِّها.